ابْنُ الجَلاَّءِ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى
 
القُدْوَةُ، العَارفُ، شَيْخُ الشَّام، أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ الجلاَّء، أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى، وَقِيْلَ:مُحَمَّد بن يَحْيَى.
يُقَالُ:أَصلُه بَغْدَادِيّ، صحبَ وَالدَه، وَأَبَا تُرَابٍ النَّخْشَبِيّ، وَذَا النُّوْنِ المِصْرِيَّ وَحَكَى عَنْهُ.
أَخَذَ عَنْهُ:أَبُو بَكْرٍ الدُّقِّي، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ اللَّبَّاد، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ اليَقْطينِي.
أَقَامَ بِالرَّملَة وَبِدِمَشْقَ.
وَكَانَ يُقَالُ:الجُنَيْدُ بِبَغْدَادَ، وَابْنُ الجلاَّء بِالشَّامِ، وَأَبُو عُثْمَانَ الحِيْرِيُّ بِنَيْسَابُوْرَ - يَعْنِي:لاَ نَظِيْرَ لَهُم - .
قَالَ الدُّقِّي:مَا رَأَيْتُ شَيْخاً أَهيَبَ مِنِ ابْنِ الجلاَّء مَعَ أَنِّي لقيتُ ثَلاَثَ مائَةِ شَيْخ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ:مَا جلاَ أَبِي شَيْئاً قَطُّ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَعِظُ، فيقعُ كَلاَمُه فِي القُلُوْبِ، فسُمِّيَ جَلاَّءَ القُلُوْب.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الجُلندى:سُئِلَ ابْنُ الجلاَّء عَنِ المحبَّة، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ:مَا لِي وَلِلْمحبَّة؟أَنَا أُرِيْدُ أَنْ أَتعلَّم التَّوبَة.
قَالَ أَبُو عُمَرَ الدِّمَشْقِيّ:سَمِعْتُ ابْنَ الجلاَّء يَقُوْلُ:قُلْتُ لأَبوِيَّ:أُحِبُّ أَنْ تَهَبَانِي للهِ.
قَالاَ:قَدْ فَعَلْنَا.
فَغِبْتُ عَنْهُم مُدَّة، ثُمَّ جِئْتُ فدققتُ البَاب، فَقَالَ أَبِي:مِنْ ذَا؟
قُلْتُ:وَلدُك.
قَالَ:قَدْ كَانَ لِي وَلدٌ وَهبنَاهُ للهِ.
وَمَا فتحَ لِي.
وَعَنِ ابْنِ الجلاَّء، قَالَ:آلَةُ الفقير صِيَانَةُ فَقْره، وَحِفْظُ سِرِّه، وَأَدَاءُ فَرْضِه.
تُوُفِّيَ:فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ.(14/253)
(27/277)