الإِصْطَخْرِيُّ أَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ
 
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، العَلاَّمَة، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ الإِصطخرِيُّ، الشَّافِعِيُّ، فَقِيْه العِرَاق، وَرفيقُ ابْنِ سُرَيْجٍ.
سَمِعَ:سَعْدان بن نَصْرٍ، وَحَفْص بن عَمْرٍو الرَّبَالِيّ، وَأَحْمَد بن مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيّ، وَعباساً الدُّوْرِيّ، وَحَنْبَل بن إِسْحَاقَ، وَعِدَّة.
وَعَنْهُ:مُحَمَّد بن المُظَفَّر، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَابْن شَاهِيْن، وَأَبُو الحَسَنِ ابن الجندِي، وَآخَرُوْنَ.
وَتَفَقَّهَ بِهِ أَئِمَّة.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ المَرْوَزِيّ لَمَّا دَخَلت بَغْدَاد لَمْ يَكُنْ بِهَا مَنْ يَسْتَحق أَنْ يدرس عَلَيْهِ إِلاَّ ابْن سُرَيْج وَأَبُو سَعِيْدٍ الإِصطخرِي.
وَقَالَ الخَطِيْبُ:وَلِي قَضَاء قُمَّر، وَولِي حسبَة بَغْدَاد فَأَحرق مَكَان المَلاَهِي.
قَالَ:وَكَانَ وَرِعاً زَاهِداً متقللاً مِنَ الدُّنْيَا لَهُ تَصَانِيْف مُفِيْدَة مِنْهَا كِتَاب(أَدب القَضَاء)لَيْسَ لأَحَد مثله.
قُلْتُ:وَهُوَ صَاحِبُ وَجه.
وَقِيْلَ:إِنَّ ثَوْبه وَعِمَامَته وَطيلسَانه وَسرَاويله كَانَ مِنْ شقَة وَاحِدَة.(15/252)
وَقَدِ اسْتَقضَاهُ المُقْتَدِر عَلَى سِجِسْتَان.
وَاستفتَاهُ القَاهر فِي الصَّابِئين فَأَفتَاهُ بِقَتْلهم لأَنَّهُم يعبدُوْنَ الكواكب فعزم الخَلِيْفَة عَلَى ذَلِكَ فَجَمَعُوا مَالاَ جزيلاً وَقدمُوهُ فَفَتر عَنْهُم.
مَاتَ الإِصطخرِي فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَث وَمائَة وَلَهُ نَيِّف وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.
تَفَقَّهَ بِأَصْحَاب المُزَنِيّ وَالرَّبِيْع.
(29/232)