المَحَامِلِيُّ الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ
 
القَاضِي الإِمَام العَلاَّمَة المُحَدِّث الثِّقَة مسند الوَقْت أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بن مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن سَعِيْدِ بنِ أبَان الضَّبِّيّ البَغْدَادِيّ المَحَامِلِيّ مصَنّف(السُّنَن).
مَوْلِدُهُ فِي أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَأَوَّل سَمَاعه فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
(29/240)

فسَمِعَ مِنْ أَبِي حُذَافَة أَحْمَد بن إِسْمَاعِيْلَ السَّهْمِيّ صَاحِب مَالِك، وَمِنْ أَبِي الأشعث أَحْمَد بن المِقْدَامِ العِجْلِيّ صَاحِب حَمَّاد بن زَيْدٍ، وَمِنْ عَمْرو بن عَلِيٍّ الفَلاَّس، وَزِيَاد بن أَيُّوْبَ، وَأَبِي هِشَام الرِّفَاعِيّ، وَيَعْقُوْب بن الدَّوْرَقِيّ، وَمُحَمَّد بن المُثَنَّى العَنَزِيّ، وَعَبْد الأَعْلَى بن وَاصل، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن يُوْنُسَ الرَّقِّيّ السَّرَّاج، وَالحَسَن بن الصَّبَّاحِ البَزَّار، وَرَجَاء بن مُرَجَّى الحَافِظ، وَسَعِيْد بن يَحْيَى الأُمَوِيّ، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيّ، وَالحَسَن بن أَحْمَدَ بنِ أَبِي شُعَيْب الحَرَّانِيّ، وَعُمَر بن مُحَمَّدٍ التل، وَمَحْمُوْد ابْن خِدَاشٍ، وَإِسْحَاق بن بُهْلُوْل، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيّ، وَأَبِي السَّائِبِ سَلْم بن جُنَادَةَ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَة، وَالزُّبَيْر بن بَكَّار، وَمُحَمَّد بن عُثْمَانَ بنِ كرَامَة، وَأَحْمَد بن مَنْصُوْر زَاج، وَالحَسَن بن عَرَفَةَ، وَإِسْمَاعِيْل بن أَبِي الحَارِث، وَحُمَيْد بن الرَّبِيْعِ، وَالعَبَّاس بن يَزِيْدَ البحرَانِي، وَمُحَمَّد بن جَوَان بن شُعبَة، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ المَلِكِ بنِ زَنْجَوَيْه، وَالحَسَن بن مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن هَانِئ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَعَبَّاس التَّرْقُفِيّ، وَخَلْق كَثِيْر.(15/260)
وَصَارَ أَسند أَهْل العِرَاقِ مَعَ التصدر لِلإِفَادَة وَالفُتْيَا سِتِّيْنَ سَنَةً.
حَدَّثَ عَنْهُ:دعِلْج بن أَحْمَدَ، وَالطَّبَرَانِيّ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ جُمَيْع، وَابْن شَاهِيْن، وَإِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ اللهِ بنِ خرشيذ قَوْله، وَابْن الصَّلْت الأَهْوَازِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ البيع، وَأَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ، وَخَلْق.
(29/241)

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ:كَانَ فَاضِلاً ديناً، شهد عِنْد القُضَاة وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً، وَوَلِيَ قَضَاءَ الكُوْفَةِ سِتِّيْنَ سَنَةً.
قَالَ ابْنُ جَمِيْع الصيدَاوِي:كَانَ عِنْدَ القَاضِي المَحَامِلِيّ سَبْعُوْنَ نَفْساً مِنْ أَصْحَاب سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الدَّاوُوْدِيّ:كَانَ يحضر مَجْلِس المَحَامِلِيّ عَشْرَة آلاَف رَجُل.
وَاستعفَى مِنَ القَضَاء قَبْل سنَة عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ مَحْمُوْداً فِي وَلاَيته.
عقد سنَة سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِالكُوْفَةِ فِي دَاره مَجْلِساً لِلْفقه فَلَمْ يَزَلْ أَهْل العِلْمِ وَالنَّظَر يَخْتلفون إِلَيْهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الإِسكَاف:رَأَيْت فِي النَّوْمِ كَانَ قَائِلاَ يَقُوْلُ:إِنَّ اللهَ ليدفع، عَنْ أَهْل بَغْدَادَ البلاَء بِالمَحَامِلِيّ.(15/261)
قَالَ حَمْزَةُ بن مُحَمَّدٍ بن طاهر:سَمِعْتُ ابْنَ شَاهِيْن يَقُوْلُ:
حضَر مَعَنَا ابْن المُظَفَّر مَجْلِس القَاضِي المَحَامِلِيّ، فَقَالَ لِي:يَا أَبَا حَفْص مَا عدمنَا مِنِ ابْنِ صَاعِدٍ إِلاَّ عيينه.
يريد أَنَّ المَحَامِلِيّ نَظِيْر ابْن صَاعِدٍ فِي الثِّقَة وَالعلو.
الصُّوْرِيّ:حَدَّثَنَا ابْنُ جَمِيْع قَالَ:يَرْوِي المَحَامِلِيّ، عَنْ مُحَمَّد بن عَمْرِو بنِ أَبِي مَذْعُوْر وَيروِي مُحَمَّد بن مَخْلَدٍ العَطَّار، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ أَبِي مَذْعُوْر وَهُمَا أَبْنَاء عم لَمْ يَرْوِ المَحَامِلِيّ، عَنْ شَيْخ ابْن مَخْلَدٍ وَلاَ رَوَى ابْنُ مَخْلَد، عَنْ شَيْخ المَحَامِلِيّ.
أَملَى المَحَامِلِيّ مَجَالِس عِدَّة، وَأَملَى مَجْلِساً فِي ثَانِي عشر ربيع الآخر سنَة ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، ثُمَّ مرض فَمَاتَ بَعْد أَحَدَ عشرَ يَوْماً.
(29/242)

وَفِيْهَا مَاتَ:مُحَدِّث أَصْبَهَان أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْص الجورجيرِي، وَمسند نَيْسَابُوْر أَبُو حَامِدٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ بِلاَل الخشَّاب، وَقَاضِي دِمَشْق المُحَدِّث زَكَرِيَّا بن أَحْمَدَ ابْنِ الحَافِظِ يَحْيَى بن مُوْسَى خت البَلْخِيّ، وَمُحَدِّث حِمْص أَبُو هَاشِمٍ عَبْد الغَافر بن سَلاَمَةَ الحِمْصِيّ فِي عَشْرِ المائَة، وَشَيْخ الصُّوْفِيَّة أَبُو يَعْقُوْبَ إِسْحَاق بن مُحَمَّدٍ النهرجورِي، وَشَيْخ الشَّافِعِيَّة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الصَّيْرَفِيّ البَغْدَادِيّ، وَصَاحِب بَقِيَ بن مَخْلَدٍ المُحَدِّث عَبْد اللهِ بن يُوْنُسَ القبرِي، وَالقُدْوَة أَبُو صَالِحٍ الدِّمَشْقِيّ صَاحِب المَسْجَد الَّذِي بِظَاهِر بَاب شرق?ي.(15/262)
وَقَدْ وَقَعَ لَنَا سَبْعَة أَجزَاء مِنْ عَالِي حَدِيْث المَحَامِلِيّ.
وَكَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى حَدِيْثه عَالِياً:السِّلَفِيّ، وَشُهْدَة، وَخَطِيْب المَوْصِل.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ المُقْرِئ، أَخْبَرَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ مُحَمَّدُ بنُ اللَّيْثِ وَزَيْد بن هِبَةِ اللهِ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ بن قَفَرْجَل، أَخْبَرَنَا عَاصِم ابْن الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيّ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ رَبِيْعَة بن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَنْظَلَة بن قَيْس الزرقِي أَنَّهُ سَأَلَ رَافِع بن خَدِيْج، عَنْ كرَاء الأَرْض، فَقَالَ:نَهَى رَسُوْل اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، عَنْ كرَاء الأَرْض.
فَقُلْتُ:أَبالذهب وَالورق؟
قَالَ:أَمَا الذَّهَب وَالورق فَلاَ بَأْسَ بِهِ.
(29/243)

وَبِهِ قَالَ المَحَامِلِيّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا هُشَيْم، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ كعب بن عجرَة قَالَ:
قملت حَتَّى ظننت أَن كُلّ شعرَة مِنْ رَأْسِي فِيْهَا القمل مِنْ أَصلهَا إِلَى فرعهَا فَأَمرنِي النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَيْثُ رَأَى ذَلِكَ
فَقَالَ:(احلق)وَنزلت هَذِهِ الآيَة.
وَبِهِ:حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ شبيب، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، عَنْ قَزَعَة، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :(لاَ تشد الرِّحَال إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَة مَسَاجِد إِلَى المَسْجَد الحَرَام وَإِلَى مَسْجِدِي وَإِلَى مَسْجِد بَيْت المَقْدِس).
رَوَاهُ مُسْلِم مِنْ طريقِ شُعبَة، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ(15/263)
(29/244)