الشِّيْرَازِيُّ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ فَسَانْجِسَ
 
الوَزِيْرُ الأَكملُ، أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ فَسَانْجِسَ الشِّيْرَازِيُّ الكَاتِبُ، كَاتبُ مُعزِّ الدَّوْلَةِ، قلَّدَهُ ديوَانَهُ، وَردَّ إِلَيْهِ ضبطَ المَالِ مَعَ وَزيرهِ المُهَلَّبِيِّ، وَنَابَ فِي الوزَارَةِ، فَلَمَّا مَاتَ معزُّ الدَّوْلَةِ، تلقَّبَ أَبُو الفَرَجِ بِالوزَارَةِ مِنَ المُطِيعِ للهِ، ثُمَّ وَلِيَ الوزَارَةَ لعزِّ الدَّوْلَةِ بنِ المُعزِّ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، ثُمَّ إِنَّهُ عُزلَ بَعْدَ سنَةٍ وَحُبِسَ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الصَّابِي:كَانَ وَقُوْراً فِي المَجْلِسِ، رَاجحَ الحِلْمِ، ديِّناً، حسَنَ الطَّريقَةِ، وَافرَ الأَمَانةِ.
وَلأَحمدَ بنِ عَلِيِّ بنِ المُنَجِّمِ يمدَحُ أَبَا الفَرَجِ:
قُلْ للوَزِيرِ سَلِيْلِ المَجْدِ وَالكَرَمِ *وَمَنْ لَهُ قَامَتِ الدُّنْيَا عَلَى قَدَمِ
وَمَنْ يَدَاهُ مَعاً تَجْرِي نَدَىً وَردَىً *يُجْرِيْهِمَا حُكْمُ عَدْلِ السَّيْفِ وَالقَلَمِ
وَمَنْ إِذَا هَمَّ أَنْ يُمْضِيْ عَزَائِمَهُ *رَأَيْتَ مَا يَفْعَلُ الأَقْدَارُ فِي الأُمَمِ
لأَنْتَ أَشْهَرُ فِي رَعِيِ الذِّمَامِ وَفِي *حُكْمِ المَكَارِمِ مِنْ نَارٍ عَلَى عَلَمِ
مَاتَ الوَزِيْرُ أَبُو الفَرَجِ فِي شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ اثنتَانِ وَسِتُّوْنَ سَنَةً.(16/309)
(31/361)

- الشِّيْرَازِيُّ أَبُو الفَضْلِ (مكرر 156)
الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو الفَضْلِ، الَّذِي غَضِبَ عَلَى أَهْلِ بَغْدَادَ لِقَتْلِهِمْ جندَاراً، فَأَمَرَ بِإِلقَاءِ النَّارِ فِي الأَسْواقِ، فَاحترقَ مِنَ النَّحَّاسِينَ إِلَى السَّمَّاكِينَ، وَاحترقَ عِدَّةٌ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ، وَرَاحَتِ الأَمْوَالُ، دَخَلَ فِي ذَلِكَ الحريقِ مِنْ بيوتِ اللهِ ثَلاَثَةٌ وثلاَثُونَ مَسْجِداً وَسِتُّ مائَةِ بَيْتٍ وَدكَّانٍ، وَكَثُرَ الدُّعَاءُ عَلَيْهِ، وَشَتَمُوهُ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قبضَ عَلَيْهِ عِزُّ الدَّوْلَةِ، وَطُردَ إِلَى الكُوْفَةِ، فَسُقِيَ سمَّ الذَّرَارِيحِ،
فَهلَكَ سَنَةَ بضعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.(16/310)
(31/362)