وَمِنْ سُلاَلَتِهِ العَلاَّمَةُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عِيَاضٍ
 
ابْنِ القَاضِي عِيَاضِ بنِ مُوْسَى اليَحْصَبيُّ، السَّبْتِيُّ، النَّحْوِيُّ.
قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَأَخَذَ عَنْ أَيُّوْبَ بنِ عَبْدِ اللهِ الفِهْرِيِّ، وَأَخَذَ بِالجَزِيْرَةِ الخَضْرَاءِ كِتَابَ سِيْبَوَيْه تَفَقُّهاً عَنْ أَبِي القَاسِمِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن عَلِيٍّ النَّحْوِيّ، وَأَخَذَ بِهَا (الإِيضَاح) لأَبِي عَلِيٍّ الفَارِسِيّ، عَنْ أَبِي الحَجَّاج بن مَعزُوز، وَأَجَازَ لَهُ مِنْ أَصْبَهَان أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ، وَوَلِيَ قَضَاءَ الجَمَاعَة بغَرْنَاطَة إِلَى أَنْ مَاتَ.
وَكَانَ مِنْ سرَاة القُضَاة، وَأَهْل النزَاهَة، شَدِيد التّحرِي، صَابراً عَلَى الضَعِيْف، شدِيداً عَلَى أَهْلِ الجَاهِ، فَاضِلاً، وَقُوْراً، يُعرب كَلاَمه دَائِماً، وَكَانَ يُكرم الطلبَة، وَأَجَازَ لَهُ أَيْضاً مِنْ دِمَشْقَ الخُشُوْعِيّ.
أَجَازَ لِي، وَمَاتَ فِي جُمَادَى الأُخْرَى، سَنَة خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ -رَحِمَهُ اللهُ- وَتُوُفِّيَ أَبُوْهُ عيَاض الفَقِيْه فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، بِمَالَقَة. (20/220)
(39/209)