ابْنُ زَبَادَةَ أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بنُ سَعِيْدِ بنِ هِبَةِ اللهِ الوَاسِطِيُّ |
الصَّاحِبُ الأَثِيْرُ، رَئِيْسُ دِيْوَانِ الإِنشَاءِ، قَوَامُ الدِّيْنِ، أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بنُ سَعِيْدِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَلِيِّ بنِ زَبَادَةَ الوَاسِطِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ.
كَانَ رَبّ فُنُوْنٍ: فَقه، وَأُصُوْل، وَكَلاَم، وَنظم، وَنثر، سَارَتِ الركبَان بِترسله المُؤنّق. وَلِي المنَاصب الجَلِيْلَة. وَرَوَى عَنْ: أَبِي الحَسَنِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَبِي القَاسِمِ عَلِيّ ابْن الصَّبَّاغِ، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الأَرَّجَانِيّ الشَّاعِر، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ ابْنِ الجَوَالِيْقِيِّ، وَأَخَذَ عَنْهُ العَرَبِيَّة. (21/337) وَلِي نَظَرَ وَاسِط، وَوَلِيَ حجَابَة الحجَاب، ثُمَّ الأسْتَاذدَارِيَة، ثُمَّ نُقل إِلَى كِتَابَةِ السّرِّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيّ، وَابْن خَلِيْل، وَغَيْرهُمَا. وَكَانَ دَيِّناً، صَيِّناً، حَمِيْد السّيرَة، وَهُوَ القَائِلُ: لاَ تغبِطَنَّ وَزِيْراً لِلمُلُوْكِ وَإِنْ*أَنَالَهُ الدَّهْرُ مِنْهُم فَوْقَ هِمَّتِهِ وَاعلمْ بِأَنَّ لَهُ يَوْماً تَمورُ بِهِ الـ*أَرْضُ الوقورُ كَمَا مَارت بهيبتِهِ هَارُوْنُ وَهُوَ أَخُو مُوْسَى الشّقيقُ لَهُ*لَوْلاَ الوزَارَةُ لَمْ يَأْخُذْ بِلحيتهِ أَنْبَؤُوْنَا عَنِ ابْن الدُّبَيْثِيّ، أَنْشَدَنَا أَبُو طَالِبٍ بنُ زَبَادَةَ، أَنْشَدَنِي القَاضِي الأَرَّجَانِيّ لِنَفْسِهِ: وَمَقْسُوْمَة العَيْنَيْنِ مِنْ دَهَشِ النَّوَى*وَقَدْ رَاعهَا بِالعِيْسِ رَجَعَ حُدَاءِ تُجِيْبُ بِإِحْدَى مُقْلَتَيْهَا تَحِيَّتِي*وَأُخْرَى تُرَاعِي أَعْيُنَ الرُّقَبَاءِ وَلَمَّا بَكَتْ عَيْنِي غَدَاةَ رَحِيْلِهِم*وَقَدْ رَوَّعتْنِي فُرقَةُ القُرَنَاءِ بَدَتْ فِي مُحَيَّاهَا خيَالاَتُ أَدْمُعِي*فَغَارُوا وَظنُّوا أَنْ بَكتْ لبُكَائِي تُوُفِّيَ ابْنُ زَبَادَةَ: فِي سَابِعَ عَشَرَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً وَأَشْهُر. (21/338) (41/315) |