باب مايتبع الميت إلى قبره و بعد موته و ما يبقى معه فيه
 

مسلك عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يتبع الميت ثلاث . فيرجع اثنان و يبقى واحد : يتبعه أهله و ماله و عمله فيرجع أهله و ماله و يبقى عمله .
و روى أبو نعيم من حديث قتادة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سبع يجري أجرها للعبد بعد موته و هو في قبره : من علم علماً أو أجرى نهراً أو حفر بئراً أو غرس نخلاً أو بنى مسجداً أو ورث مصحفاً أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته هذا حديث غريب من حديث قتادة تفرد به أبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي عن العزرمي محمد بن عبد الله عن قتادة . و خرجه الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني في سننه من حديث الزهري .
حدثني أبو عبد الله الأغر ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن مما يلحق المؤمن من عمله و حسناته بعد موته : علماً علمه و نشره ، أو ولداً صالحاً تركه أو مصحفاً ورثه ، أو مسجداً بناه ، أو بيتاً لابن السبيل بناه ، أو نهراً أجراه ، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته تلحقه بعد موته .
و روى أبو هدبة إبراهيم بن هدبة قال حدثنا أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنك لتصدق عن ميتك بصدقة فيجيء بها ملك من الملائكة في أطباق من نور ، فيقوم على رأس القبر فينادي : يا صاحب القبر الغريب : أهلك قد أهدوا إليك هذه الهدية فأقبلها . قال : فيدخلها إليه في قبره و يفسح له في مداخله و ينور له فيه فيقول : جزى الله أهلي عني خير الجزاء قال : فيقول لزيق ذلك القبر أنا لم أخلف لي ولداً و لا أحداً يذكرني بشيء فهو مهموم و الآخر يفرح بالصدقة .
و قال بشار بن غالب : رأيت رابعة العدوية ـ يعني العابدة ـ في المنام ، و كنت كثير الدعاء له . فقالت لي : يا بشار هديتك تأتينا في أطباق من نور ، عليها مناديل الحرير ، و هكذا يا بشار دعاء المؤمنين الأحياء إذا دعوا لإخوانهم الموتى فاستجيب لهم يقال : هذه هدية فلان إليك : و قد تقدم لهذا الباب ما فيه كفاية ، والحمد لله . و قال إسماعيل بن رافع : ما من ذي رحم أوصل لذي رحمه ، من رجل أتبع ذا رحم بحج أو عتق أو صدقة .