باب ما جاء في شهادة الأرض و الليالي و الأيام بما عمل فيها و عليها و في شهادة المال على صاحبه و قوله تعالى : و جاءت كل نفس معها سائق و شهيد
 
الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية يومئذ تحدث أخبارها قال : أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم . قال : فإن أخبارها أن تشهد على كل عبداً أو أمةً بما عمل على ظهرها تقول : عمل يوم كذا كذا و كذا . فهذه أخبارها قال : هذا حديث حسن صحيح غريب .
أبو نعيم ، عن معاوية بن قرة ، عن معقل بن يسار ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ليس من يوم يأتي على ابن آدم إلا ينادي فيه : يا ابن آدم أنا خلق جديد ، و أنا فيما تعمل عليك غداً شهيد فاعمل في خيراً أشهد لك به غداً فإني لو قد مضيت لم ترني أبداً . و يقول الليل مثل ذلك غريب من حديث معاوية تفرد عنه زيد العمى ، و لا أعلمه مرفوعاً عن النبي إلا بهذا الإسناد .
ابن المبارك ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : من سجد في موضع عن شجر أو حجر شهد له عند الله يوم القيامة قال : و أخبرني ابن أبي خالد رضي الله عنه قال : سمعت أبا عيسى يحيى بن رافع يقول : سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه : يقول : و جاءت سكرة الموت بالحق وقال تعالى : و جاءت كل نفس معها سائق و شهيد قال : سائق يسوقها إلى أمر الله و شاهد يشهد عليها بما عملت .
و خرج مسلم من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم و فيه : و إن هذا المال خضر حلو و نعم صاحب السلم هو لمن أعطى منه المسكين و اليتيم و ابن السبيل أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم و إنه من يأخذه بغير حقه كالذي يأكل و لا يشبع و يكون عليه شهيداً يوم القيامة ، و قد تقدم أنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن و لا إنس و لا شجر و لا حجر و لا مدر إلا شهد له يوم القيامة رواه أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم . و رواه الأئمة مالك و غيره .
قال المؤلف : فتفكر يا أخي و إن كنت شاهداً عدلاً بأنك مشهود عليك في كل أحوالك من فعلك و مقالك و أعظم الشهود لديك المطلع عليك الذي لا تخفى عليه خافية عين و لا يغيب عنه زمان و لا أين . قال الله تعالى لا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه فاعمل عمل من يعلم أنه راجع إليه و فادم عليه يجازي على الصغير و الكبير و القليل و الكثير . سبحانه لا إله إلا هو .