باب منه
 
الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا قعد بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله : إن لي مملوكين يكذبونني و يخونونني و يعصونني و أشتمهم و أضربهم فكيف أنا منهم ؟ قال : بحسب ما خانوك و عصوك و كذبوك و عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل قال : فتنحى الرجل فجعل يبكى و يهتف ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما تقرأ كتاب الله تعالى و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً الآية ؟ فقال الرجل : و الله يا رسول الله ما أجد لي و هؤلاء شيئاً خيراً من مفارقتهم . أشهدك أنهم أحرار كلهم . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان .
و قد روى أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن غزوان هذا الحديث ، و عن وهب بن منبه في قوله تعالى و نضع الموازين القسط ليوم القيامة قال : إنما يوزن من الأعمال خواتيمها ، و إذ أراد الله بعبد خيراً ختم له بخير و إذا أراد الله به شراً ختم له بشر عمله . ذكره أبو نعيم .
قال المؤلف هذا صحيح يدل عليه قوله عليه السلام و إنما الأعمال بالخواتيم و الله تعالى أعلم .