باب منه
 
ذكر أبو نعيم عن علي بن الحسين رضي الله عنه قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد أيكم أهل الفضل ؟ فيقول ناس من الناس فيقال انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون : إلى أين ؟ فيقولون إلى الجنة . قالوا قبل الحساب ؟ قالوا : نعم . قالوا : من أنتم ؟ قالوا : أهل الفضل . قالوا : و ما كان فضلكم ؟ قالوا لنا إذا جهل علينا حلمنا ، و إذا ظلمنا صبرنا ، و إذا أسى علينا غفرنا . قالوا : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين ، ثم ينادي مناد ليقم أهل الصبر فيقوم ناس من الناس و هم قليل فيقال لهم : انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقال لهم مثل ذلك . فيقولون نحن أهل الصبر . قالوا : و ما كان صبركم ؟ قالوا : صبرنا أنفسنا على طاعة الله و صبرناها عن معاصي الله . قالوا : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين . قال : ثم ينادي مناد ليقم جيران الله فيقوم ناس من الناس و هم قليل فيقال لهم انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقال لهم مثل ذلك قالوا : و لم جاورتم الله في داره ؟ قالوا : كنا نتزاور في الله و نتجالس في الله و نتبادل في الله عز و جل . قالوا : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين .
و ذكر من حديث أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جمع الله الأولين و الآخرين في صعيد واحد ينادي مناد من تحت بطنان العرش : أين أهل المعرة بالله ، أين المحسنون ؟ قال : فيقوم عنق من الناس حتى يقفوا بين يدي الله تعالى ، فيقول و هو أعلم بذلك : من أنتم ؟ فيقولون نحن أهل المعرفة بك الذي عرفتنا إياك و جعلتنا أهلاً لذلك فيقول : صدقتم ثم يقول ما عليكم من سبيل ادخلوا الجنة برحمتي ، ثم تبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : لقد نجاهم الله من أهوال يوم القيامة ، قال أبو نعيم : هذا طريق مرضي لولا الحارث بن منصور الوراق و كثرة وهمه .
ابن المبارك عن ابن عباس قال : [ إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، ليقم الحامدون لله تعالى على كل حال ، فيقومون فيسرحون إلى الجنة ، ثم ينادي ثانية : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً و طمعاً و مما رزقناهم ينفقون قال : فيقومون فيسرحون إلى الجنة . قال : ثم ينادي ثالثة ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الذين كانوا لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله الآية فيسرحون إلى الجنة .
و روي أنه إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين عبادي الذين أطاعوني و حفظوا عهدي بالغيب ، فيقومون كأن وجوههم البدر أو الكوكب الدري ركباناً على نجائب من نور أزمتها من الياقوت الأحمر تطير بهم على رؤوس الخلائق ، حتى يقوموا بين يدي العرش ، فيقول الله لهم : السلام على عبادي الذين أطاعوني و حفظوا عهدي بالغيب . أنا اصطفيتكم و أنا أحببتكم و أنا اخترتكم . اذهبوا فأدخلوا الجنة بغير حساب ، فلا خوف عليكم اليوم و لا أنتم تحزنون ، فيمرون على الصراط كالبرق الخاطف فيفتح لهم أبوابها ، ثم إن الخلائق في المحشر موقوفون ، فيقول بعضهم لبعض : يا قوم أين فلان ابن فلان و ذلك حين يسأل بعضهم بعضاً فينادي مناد إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون .


الموضوع التالي


باب منه

الموضوع السابق


باب منه