باب منه
 
أبو نعيم عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي مائة ألف ، فقال أبو بكر يا رسول الله : زدنا . قال : و هكذا ، و أشار سليمان بن حرب بيده كذلك . قال يا رسول الله : زدنا . فقال عمر رضي الله عنه : إن الله قادر أن يدخل الناس الجنة بحفنة واحدة ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم صدق عمر ، هذا حديث غريب من حديث قتادة عن أنس ، تفرد به عن قتادة أبو هلال و اسمه محمد بن سليم الراسبي ثقة بصري .
فصل : لا يحملنك يا أخي شيء من هذا الحديث و لا الذي قبله و لا ما وقع في صحيح مسلم من قوله عليه السلام مخبراً عن الله تعالى كما تقدم : فيقبض قبضة من النار على التجسيم ، و قد تقدم القول في هذا المعنى عند قوله : و يطوى السموات بيمينه . و إنما المعنى أن الله تعالى يخرج من النار خلقاً كثيراً لا يأخذهم عد ، و لا يدخلون تحت حصير فيخرجون دفعة واحدة بغير شفاعة أحد و لا ترتيب خروج ، بل كما يلقي القابض الشيء المقبوض عليه من يده في مرة واحدة ، فعبر عن ذلك بالحفنة و الحثوة و القبضة ، فاعلم ذلك .