باب في ذكر أبواب جهنم و ما جاء فيها و في أهوالها و أسمائها أجارنا الله منها برحمته و فضله إنه ولي ذلك و القادر عليه
 
ذكر الله عز و جل النار في كتابه و و صفها على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم ، و نعتها فقال عز و جل من قائل : كلا إنها لظى * نزاعة للشوى الشوى : جمع شواة و هي جلدة الرأس ، و قال : و ما أدراك ما سقر * لا تبقي و لا تذر * لواحة للبشر ، أي مغيرة . يقال : لاحته الشمس و لوحته إذا غيرته و قال و ما أدراك ما هيه * نار حامية و قال لينبذن في الحطمة أي ليرمين فيها و ما أدراك ما الحطمة الآية .
ذكر ابن المبارك ، عن خالد بن أبي عمران بسنده إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن النار لتأكل أهلها حتى إذا طلعت على أفئدتهم انتهت ثم تعود كما كانت ، ثم تستقبله أيضاً فتطلع على فؤاده و هو كذلك أبداً ، فذلك قوله تعالى نار الله الموقدة الآية . و قال : و إذا الجحيم سعرت أي أوقدت و أضرمت و قال و سيصلون سعيراً . و قال و أعتدنا لهم عذاب السعير . و قال و الذين كفروا لهم نار جهنم الآية و قال إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار و سيأتي بيان هذا فأوعد بها الكافرين و خوف الطغاة و المتمردين و العصاة من الموحدين لينجزوا عما نهاهم عنه ، فقال و قوله الحق : فاتقوا النار التي وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين . و قال إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً و سيصلون سعيراً . و قال : ذلك يخوف الله به عباده . و الآي في هذا المعنى كثير . و الله تعالى أعلم .