باب ما في تقرر من الكتاب و السنة
 
تقرر من الكتاب و السنة أن الأعمال الصالحة و الإخلاص فيها مع الإيمان موصلة إلى الجنان و مباعدة من النيران ، و ذلك يكثر أيراده و القطع به مع الموافاة على ذلك يغني عن ذكر ذلك ، و يكيفك الآن من ذلك ما ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً ، خرجه النسائي .
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من صام يوماً في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار سبعين خريفاً ، و خرجه أبو عيسى الترمذي عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه و بين النار خندقاً كما بين المشرق و المغرب ، و يروي ما بين السماء و الأرض . قال : هذا حديث غريب من حديث أبي أمامة .
و خرج الطبراني سليمان بن أحمد ، حدثنا عمارة بن وثيمة المصري قال : حدثنا أبي وثيمة بن موسى بن الفرات قال : حدثنا إدريس بن يحيى الخولاني ، عن رجاء بن أبي عطاء ، عن وهب بن عبد الله المعافري ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أطعم أخاه حتى يشبعه و شقاه من ماء حتى يرويه بعده الله من النار سبع خنادق ما بين كل خندق مسيرة مائة عام .
و في كتاب أبي داود ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من توضأ فأحسن الوضوء و عاد أخاه المسلم ، يوعد من جهنم سبعين خريفاً قلت يا أبا حمزة : و ما الحزيف ؟ قال : العام .
و في الصحيحين عن عدي بن حاتم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من استطاع منكم أن يستتر من النار و لو بشق تمرة فليفعل ، لفظ مسلم .