باب ما جاء في قول الله تعالى لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم
 
قال الله تعالى في محكم كتابه لها سبعة أبواب و قال حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها .
و عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل السيف على أمتي أو قال على أمة محمد ، خرجه الإمامان الحافظان الترمذيان أبو عبد الله و أبو عيسى ، و قال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مالك بن مغول .
قلت : مالك بن مغول أبو عبد الله البجلي الكوفي إمام ثقة ، خرج له البخاري و مسلم و الأئمة .
قال أبي بن كعب : [ لجهنم سبعة أبواب أشدهما غماً و كرباً و حراً و أنتنها ريحاً للزناة الذين ارتكبوا بعد العلم ] .
و روى سلام الطويل عن أبي سفيان ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه و سلم في قول الله تعالى : لها سبعة أبواب الآية : جزء أشركوا بالله ، و جزء شكوا في الله ، و جزء أغفلوا عن الله ، و جزء آثروا شهواتهم على الله ، و جزء شفوا غيظهم بغضب الله ، و جزء صيروا رغبتهم بحظهم عن الله ، و جزء عتوا على الله . ذكره الحليمي أبو عبد الله الحسن بن الحسين في كتاب منهاج الدين له ، و قال : فإن كان ثابتاً فالمشركون بالله هم الثنوية ، و الشاكون هم الذين لا يدرون أن لهم إلهاً أو لا إله لهم أو يشكون في شريعته أنها من عنده أولاً ، و الغافلون عن الله هم الذين يجحدونه أصلاً ، ولا يثبتونه و هم الدهرية ، و المؤثرون شهواتهم على الله هم المنهمكون في المعاصي لتكذيبهم رسل الله و أمره و نهيه و الشافون غيظهم بغضب الله تعالى هم القائلون أنبياء الله و سائر الداعين له المعذبون ينصح لهم أو يذهب غير مذهبهم و المصيرون رغبتهم بحظهم من الله تعالى هم المنكرون للبعث و الحساب ، منهم يعبدون أي شيء يرغبون فيه لهم جميع حظهم من الله تعالى و العاتون على الله هم الذين لا يبالون بأن يكون ما هم فيه حقاً أو باطلاً فلا يتفكرون و لا يعتبرون و لا يستدلون ، و الله أعلم بما أراد رسوله صلى الله عليه و سلم إن كان الحديث ثابتاً .
و قال بلال كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي في مسجد المدينة وحده ، فمرت به أعرابية فصلت خلفه و لم يعلم بها فقرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ، فخرت الأعرابية مغشياً عليها و سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم وجبتها فانصرف ، و دعا بماء فصب على وجهها حتى أفاقت و جلست ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا هذه ما لك ؟ فقالت : هذا شيء من كتاب الله أو شيء من تلقاء نفسك ؟ فقال يا أعرابية : بل هو من كتاب الله المنزل ، فقالت كل عضو من أعضائي يعذب على باب منها ؟ قال يا أعرابية بل لكل باب منهم جزء مقسوم يعذب أهل كل باب على قدر أعمالهم فقالت : و الله إني إمرأة مسكينة لا مال لي ، و لا لي إلا سبعة أعبد أشهدك يا رسول الله أن كل عبد منهم على باب من أبواب جهنم حر لوجه الله تعالى ، فأتاه جبريل عليه السلام فقال يا رسول الله : بشر الأعرابية أن الله قد قد غفرها لها و حرم عليها أبواب جهنم و فتح لها أبواب الجنة كلها ، و الله أعلم .