باب ما جاء في مقامع أهل النار و سلاسلهم و أغلالهم و أنكالهم
 
قال الله تعالى : و لهم مقامع من حديد و قال : إذ الأغلال في أعناقهم و السلاسل يسحبون * في الحميم و قال : في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً و قال إن لدينا أنكالاً و جحيماً الآية ، و روي عن الحسن أنه قال : ما في جهنم واد و لا مغار و لا غل و لا سلسلة و لا قيد إلا و اسم صاحبها مكتوب عليه . و روي عن ابن مسعود ، و سيأتي .
الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو أن رضاضة مثل هذه ـ و أشار إلى مثل الجمجمة ـ أرسلت من السماء إلى الأرض و هي مسيرة خمسمائة عام لبلغت الأرض قبل الليل ، و لو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفاً الليل و النهار قبل أن تبلغ أصلها أو قعرها قال هذا حديث إسناده صحيح .
و في الخبر : إن شاء الله تعالى ينشئ لأهل النار سحابة ، فإذا رأوها ذكروا سحاب الدنيا فتناديهم : يا أهل النار ما تشتهون ؟ فيقولون : نشتهي الماء البارد فتمطرهم أغلالاً تزاد في أغلالهم و سلاسل تزاد في سلاسلهم ، و قال محمد بن المنكدر لو جمع حديد الدنيا كله ما خلى منها و ما بقي ما عدل حلقة من حلق السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه فقال في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً الآية . ذكره أبو نعيم .
و قال ابن المبارك : أخبرنا سفيان ، عن بشير بن دعلوق أنه سمع نوفا يقول في قوله تعالى في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه قال : كل ذراع سبعون باعاً كل باع أبعد ما بينك و بين مكة و هو يومئذ في مسجد الكوفة .
أخبرنا بكار بن عبد الله أنه سمع ابن أبي مليكة يحدث عن أبي بن كعب قال : إن حلقة من السلسلة التي قال الله ذرعها سبعون ذراعاً إن حلقة منها مثل جميع حديد الدنيا .
سمعت سفيان يقول في قوله فاسلكوه قال : بلغنا أنها تدخل في دبره حتى تخرج من فيه . و قال ابن زيد و يقال : ما يأتي يوم القيامة على أهل النار إلا و رحمة من الله تطلع طائفة منهم فيخرجون . و يقال : إن الحلقة من غل أهل جهنم لو ألقيت على أعظم جبل في الدنيا لهدته .
و روي عن طاووس أن الله تعالى خلق ملكاً و خلق له أصابع على عدد أهل النار ، فما من أهل النار معذب إلا و ملك يعذب بإصبع من أصابعه و لو وضع الملك أصبعاً من أصابعه على السماء لأذابها . ذكره القتبي في كتاب عيون الأخبار له .