باب صغة الجنة و نعيمها و ما أعد الله لأهلها فيها
 
مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله تعالى عز و جل : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ذخراً بله ما أطلعتكم عليه ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين بله : بمعنى : غير . و قيل : اسم من أسماء الأفعال بمعنى دع .
ابن ماجه عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ذات يوم لأصحابه : ألا مشمر للجنة ؟ بأن الجنة لا خطر لها ، هي ورب الكعبة نور يتلألأ و ريحانة تهتز ، و قصر مشيد ، و نهر مطرد ، و فاكهة كثيرة نضيجة ، و زوجة حسناء جميلة ، و حلل كثيرة في مقام أبد في جدة و نضرة ، في دار عالية سليمة بهية ، قالوا : نحن المشمرون لها يا رسول الله قال : قولوا إن شاء الله . ثم ذكر الجهاد و حض عليه .
الترمذي عن أبي هريرة قال : قلت يا رسول الله مم خلق الخلق ؟ قال : من الماء قلت : الجنة ما بناؤها ؟ قال : لبنة من فضة ، و لبنة من ذهب بلاطها المسك الأذفر ، و حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت ، و تربتها الزعفران . من دخلها ينعم لا ييأس ، و يخلد لا يموت ، لا تبلى ثيابهم ، و لا يفنى شبابهم . ذكر الحديث . قال ليس إسناده ذلك بالقوي ، و ليس هو عندي بمتصل ، و قد روي هذا الحديث بإسناد آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم .
قال المؤلف رحمه الله : خرجه أبو داود الطيالسي في سنده قال : حدثنا إبراهيم بن معاوية ، عن سعيد الطائي ، قال : حدثني أبو المدله ، مولى أم المؤمنين أنه سمع أبا هريرة يقول : قلنا يا رسول الله لماذا كنا عندك رقت قلوبنا و كنا من أهل الآخرة ، فإذا فارقناك و شممنا النساء و الأولاد أعجبتنا الدنيا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو أنكم تكونون إذ فارقتموني كما تكونون عندي لصافتحكم الملائكة بأكفها و لزارتكم في بيوتكم ، و لو كنتم لا تذنبون لجاؤ الله بقوم يذنبون كي يستغفروا فيغفر لهم . قلنا : يا رسول الله أخبرنا عن الجنة . ما بناؤها ؟ قال : لبنة من ذهب ، و لبنة من فضة ، و بلاطها المسك الأذفر ، و حصباؤهما الدر و الياقوت ، و ترابها الزعفران ، من يدخلها يبقى لا ييأس ، و يخلد لا يموت ، و لا تبلى ثيابه ، و لا يفنيى شبابه .
مسلم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لابن صياد : ما تربة الجنة ؟ قال : درمكة بيضاء مسك يا أبا القاسم ، قال : صدقت .
و عنه أن ابن صياد سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن تربة الجنة فقال : ما درمكة بيضاء مسك خالص .
ابن المبارك قال أخبرنا معمر عن قتادة ، عن العلاء بن يزيد ، عن أبي هريرة قال : حائط الجنة لبنة من فضة و لبنة من ذهب ، و درجها اللؤلؤ و الياقوت ، قال : و كنا نحدث أن رضاختها اللؤلؤ ، و ترابها الزعفران.
قلت : كل هذا مرفوع حسب ما تقدم في هذا الباب و يأتي .