باب ما جاء أن للجنة ربضاً و ريحاً و كلاماً
 
البيهقي عن أنس عن النبي : لما خلق الله عدن و غرس أشجارها بيده قال لها تكلمي فقالت : قد أفلح المؤمنون . خرجه البزار من حديث أبي سعيد الخدري .
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : خلق الجنة لبنة من ذهب و لبنة من فضة ، و ملاطها المسك الأذفر . و قال لها تكلمي فقالت : قد أفلح المؤمنون فقال طوبى لك منزل الملوك و هذا يروى موقوفاً عن أبي سعيد الخدري قال : لما خلق الله الجنة لبنة من ذهب و لبنة من فضة و غرسها . قال لها تكلمي فقالت : قد أفلح المؤمنون فدخلتها الملائكة . فقالت : طوبى لك منزل الملوك .
و روي من حديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لما خلق الله الجنة قال لها تزيني فتزينت ، ثم قال لها تكلمي فتكلمت ، ثم قالت : طوبى لمن رضيت عنه .
النسائي عن فضالة بن عبيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : أنا زعيم ـ و الزعيم الحميل ـ لمن آمن بي و أسلم و جاهد في سبيل بيت له في ربض الجنة و بيت في وسط الجنة و بيت في أعلى غرف الجنة ، من فعل ذلك فليم يدع للخير مطلباً و لا من الشهر مهرباً يموت حيث شاء أن يموت .
و قال عمر بن عبد العزيز و الزهدي و الكلبي و مجاهد : مؤمنو الجنة في ربض و رحاب حول الجنة و ليسوا فيها .
و روى مالك عن مسلم بن أبي مريم عن أبي صالح ، عن أبي هريرة أنه قال نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها ، و أن ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة سنة ، هذا موقوف . قال أبو عمر بن عبد البر : و قد رواه عبد الله بن نافع الصائغ عن مالك بهذا الإسناد عني صلى الله عليه و سلم .
و خرج أبو داود و الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ألا من قتل نفساً معاهداً له ذمة الله و ذمة رسوله فقد أخفر بذمة الله فلا يروح رائحة الجنة و أن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفاً لفظ الترمذي .
قال : و في الباب عن أبي بكره ، قال أبو عيسى : حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح .
و خرج البخاري عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة و أن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً .