باب ما جاء في فضل الشام و أنه معقل من الملاحم
 
البزار ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : بينما أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي ، فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري ، فعمد به إلى الشام ألا و إن الإيمان حين تقع الفتن بالشام خرجه أبو بكر أحمد بن سلمان النجار ، و قال عود الإسلام . قال أبو محمد عبد الحق : هذا حديث صحيح ، و لعل هذه الفتن هي التي تكون عند خروج الدجال ، و الله و رسوله أعلم .
قلت : و خرجه الحافظ أبو محمد عبد الغني بن سعيد من حديث الحكم بن عبد الله بن خطاف الأزدري و هو متروك ، عن الزهري عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : هب رسول الله صلى الله عليه و سلم من نومه مذعوراً و هو يرجع فقلت : مالك بأبي أنت و أمي ؟ قال : سل عمود الإسلام من تحت رأسي ثم رميت بصري ، فإذا هو قد غرز في وسط الشام فقيل لي يا محمد إن الله اختار لك الشام و جعلها لك عزاً و محشراً و منعة ، و ذكر أن من أراد الله به خيراً أسكنه الشام و أعطاه نصيبه منها ، و من أراد الله به شراً أخرج سهماً من كنانته فهي معلقة وسط الشام فرماه به فلم يسلم دنيا و لا أخرى .
و روي عن عبد الملك بن حبيب أن قال : حدثني من أثق به أن الله عز و جل قال للشام : أنت صفوتي من أرضي و بلادي ليسكنك خيرتي من خلقي و إليك المحشر من خرج منك رغبة عنك فبسخط مني عليه ، و من دخلك رغبة فيك فبرضى مني دخلك .
أبو داود ، عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام .
و ذكر أبو بكر بن أبي شيبة ، عن أبي الزاهرية قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : معقل المسلمين من الملاحم دمشق ، و معقلهم من الرجال بيت المقدس ، و معقلهم من يأجوج و مأجوج الطور .
قلت : هذا صحيح ثبت معناه مرفوعاً في غير ما حديث وسيأتي .