باب ما جاء أن عيسى إذا نزل يجد في أمة محمد صلى الله عليه و سلم خلقاً من حواريه
 
ذكر الترمذي الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول في الأصل الثالث . و العشرين و المائة قال :
حدثنا الفضل بن محمد الواسطي قال : حدثنا إبراهيم بن الوليد الدمشقي قال : حدثني أبي قال : حدثنا عبد الملك بن عقبة الإفريقي ، عن أبي يونس مولى أبي هريرة ، عن عبد الرحمن بن سمرة قال : بعثني خالد بن الوليد بشيراً إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم مؤته فلما دخلت عليه قلت : يا رسول الله فقال : على رسلك يا عبد الرحمن أخذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل زيد حتى قتل رحم الله زيداً ، ثم أخذ اللواء جعفر فقاتل جعفر حتى قتل رحم الله جعفراً ، ثم أخذ اللواء عبد الله ابن رواحة فقاتل حتى قتل رحم الله عبد الله بن رواحة ، ثم أخذ اللواء خالد ففتح الله لخالد فخالد سيف من سيوف الله فبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و هم حوله فقال : ما يبكيكم ؟ قالوا : و ما لنا لا نبكي و قد قتل خيارنا و أشرافنا و أهل الفضل منا فقال : لا تبكوا فإنما مثل أمتي مثل حديقة قام عليها صاحبها فاجتنب رواكبها و هيأ مساكبها و حلق سعفها فأطعمت عاماً فوجاً ، ثم عاماً فوجاً فلعل آخرها عاماً طعماً يكون أجودها قنوانا و أطولها شمراخا ، و الذي بعثني بالحق ليجدن ابن مريم في أمتي خلقاً من حواريه .
حدثنا علي بن سعيد بن مرزوق الكندي قال : حدثنا عيسى بن يونس ، عن صفوان بن عمرو السكسكي ، عن عبد الرحمن بن حسين ، عن جبير بن نفير الحضري قال : لما اشتد جزع أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم على من أصيب مع زيد ابن حارثة يوم مؤته قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليدركن المسيح من هذه الأمة أقواماً إنهم لمثلكم أو خير منكم ثلاث مرات و لن يخزى الله أمة أنا أولها و المسيح آخرها . و الله أعلم .