كان وأخواتها : ب
 

وفعل التعجب نحو ما كان أصح علم من تقدما ولا تزاد فى غيره إلا سماعا
وقد سمعت زيادتها بين الفعل ومرفوعه كقولهم ولدت فاطمة بنت الخرشب الأنمارية الكملة من بني عبس لم يوجد كان أفضل منهم
وقد سمع أيضا زيادتها بين الصفة والموصوف كقوله 69
( فكيف إذا مررت بدار قوم ... وجيران لنا كانوا كرام )
(1/289)
-
وشذ زيادتها بين حرف الجر ومجروره كقوله 70 -
( سراة بني أبي بكر تسامى ... على كان المسومة العراب )
(1/291)
-
وأكثر ما تزاد بلفظ الماضي وقد شذت زيادتها بلفظ المضارع في قول أم عقيل ابن أبي طالب 71 -
( أنت تكون ماجد نبيل ... إذا تهب شمأل بليل )
(1/292)
-
( ويحذفونها ويبقون الخبر ... وبعد إن ولو كثيرا ذا اشتهر )
تحذف كان مع اسمها ويبقى خبرها كثيرا بعد إن كقوله
(1/293)
-
-
( قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا ... فما اعتذارك من قول إذا قيلا )
(1/294)
-
التقدير إن كان المقول صدقا وإن كان المقول كذبا
وبعد لو كقولك ائتني بدابة ولو حمارا أي ولو كان المأتي به حمارا
وقد شذ حذفها بعد لدن كقوله 73 -
( من لد شولا فإلى إتلائها )
التقدير من لد أن كانت شولا )
(1/295)
-
( وبعد أن تعويض ما عنها ارتكب ... كمثل أما أنت برا فاقترب )
ذكر في هذا البيت أن كان تحذف بعد أن المصدرية ويعوض عنها ما ويبقى اسمها وخبرها نحو أما أنت برا فاقترب والأصل أن كنت برا فاقترب فحذفت كان فانفصل الضمير المتصل بها وهو التاء فصار أن أنت برا ثم أتى بما عوضا عن كان فصار
(1/296)
-
أن ما أنت برا ثم أدغمت النون في الميم فصار أما أنت برا ومثله قول الشاعر 74 -
( أبا خراشة أما أنت ذا نفر ... فإن قومي لم تأكلهم الضبع )
(1/297)
-
فأن مصدرية وما زائدة عوضا عن كان وأنت اسم كان المحذوفة وذا نفر خبرها ولا يجوز الجمع بين كان وما لكون ما عوضا عنها ولا يجوز الجمع بين العوض والمعوض وأجاز ذلك المبرد فيقول أما كنت منطلقا انطلقت
ولم يسمع من لسان العرب حذف كان وتعويض ما عنها وإبقاء اسمها وخبرها إلا إذا كان اسمها ضمير مخاطب كما مثل به المصنف ولم يسمع مع ضمير المتكلم نحو أما أنا منطلقا انطلقت والأصل أن كنت منطلقا ولا مع الظاهر نحو أما زيد ذاهبا انطلقت والقياس جوازهما كما جاز مع المخاطب والأصل أن كان زيد ذاهبا انطلقت وقد مثل سيبويه رحمه الله في كتابه بأما زيد ذاهبا
( ومن مضارع لكان منجزم ... تحذف نون وهو حذف ما التزم )
(1/298)
-
إذا جزم الفعل المضارع من كان قيل لم يكن والأصل يكون فحذف الجازم الضمة التي على النون فالتقى ساكنان الواو والنون فحذف الواو لالتقاء الساكنين فصار اللفظ لم يكن والقياس يقتضي أن لا يحذف منه بعد ذلك شيء آخر لكنهم حذفوا النون بعد ذلك تخفيفا لكثرة الاستعمال فقالوا لم يك وهو حذف جائز لا لازم ومذهب سيبويه ومن تابعه أن هذه
(1/299)
-
النون لا تحذف عنه ملاقاة ساكن فلا تقول لم يك الرجل قائما وأجاز ذلك يونس وقد قرىء شاذا ( لم يك الذين كفروا ) وأما إذا لاقت متحركا فلا يخلو إما أن يكون ذلك المتحرك ضميرا متصلا أولا فإن كان ضميرا متصلا لم تحذف النون اتفاقا كقوله لعمر رضي الله عنه في ابن صياد ( إن يكنه فلن تسلط عليه وإلا يكنه فلا خير لك في قتله ) فلا يجوز حذف النون فلا تقول إن يكه والإيكه وإن كان غير ضمير متصل جاز الحذف والإثبات نحو لم يكن زيد قائما ولم يك زيد قائما
وظاهر كلام المصنف أنه لا فرق في ذلك بين كان الناقصة والتامة وقد قرىء ( وإن تك حسنة يضاعفها ) برفع حسنة وحذف النون وهذه هي التامة
(1/300)