إن وأخواتها : ت
 

( وإن يكن فعلا ولم يكن دعا ... ولم يكن تصريفه ممتنعا )
( فالأحسن الفصل بقد أو نفي أو ... تنفيس اولو وقليل ذكر لو )
(1/385)
-
إذا وقع خبر أن المخففة جملة اسمية لم يحتج إلى فاصل فتقول علمت أن زيد قائم من غير حرف فاصل بين أن وخبرها إلا إذا قصد النفي فيفصل بينهما بحرف النفي كقوله تعالى ( وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون )
وإن وقع خبرها جملة فعلية فلا يخلو إما أن يكون الفعل متصرفا أو غير متصرف فإن كان غير متصرف لم يؤت بفاصل نحو قوله تعالى ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) وقوله تعالى ( وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم ) وإن كان متصرفا فلا يخلو إما أن يكون دعاء أولا فإن كان دعاء لم يفصل كقوله تعالى ( والخامسة أن غضب الله عليها ) في قراءة من قرأ ( غضب ) بصيغة الماضي وإن لم يكن دعاء فقال قوم يجب أن يفصل بينهما إلا قليلا وقالت فرقة منهم المصنف يجوز الفصل وتركه والأحسن الفصل والفاصل أحد أربعة أشياء
(1/386)
-
الأول قد كقوله تعالى ( ونعلم أن قد صدقتنا )
الثاني حرف التنفيس وهو السين أو سوف فمثال السين قوله تعالى ( علم أن سيكون منكم مرضى ) ومثال سوف قول الشاعر 106 -
( واعلم فعلم المرء ينفعه ... أن سوف يأتي كل ما قدرا )
(1/387)
-
الثالث النفي كقوله تعالى ( أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا ) وقوله تعالى ( أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه ) وقوله تعالى ( أيحسب أن لم يره أحد )
الرابع لو وقل من ذكر كونها فاصلة من النحويين ومنه قوله تعالى ( وأن لو استقاموا على الطريقة ) وقوله ( أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم )
ومما جاء بدون فاصل قوله 107 -
( علموا أن يؤملون فجادوا ... قبل أن يسألوا بأعظم سؤل )
(1/388)
-
وقوله تعالى ( لمن أراد أن يتم الرضاعة ) في قراءة من رفع ( يتم ) في قول والقول الثاني أن أن ليست مخففة من الثقيلة بل هي الناصبة للفعل المضارع وارتفع يتم بعده شذوذا
( وخففت كأن أيضا فنوي ... منصوبها وثابتا أيضا روي )
(1/389)
-
إذا خففت كأن نوي اسمها وأخبر عنها بجملة اسمية نحو كأن زيد قائم أو جملة فعلية مصدره بلم كقوله تعالى ( كأن لم تغن بالأمس ) أو مصدرة بقد كقول الشاعر
( أفد الترحل غير أن ركابنا ... لما تزل برحالنا وكأن قد )
(1/390)
-
أي وكأن قد زالت فاسم كأن في هذه الأمثلة محذوف وهو ضمير الشأن والتقدير كأنه زيد قائم وكأنه لم تغن بالأمس وكأنه قد زالت والجملة التي بعدها خبر عنها وهذا معنى قوله فنوي منصوبها وأشار بقوله وثابتا أيضا روي إلى أنه قد روى إثبات منصوبها ولكنه قليل ومنه قوله 108 -
( وصدر مشرق النحر ... كأن ثدييه حقان )
(1/391)
-
فثدييه اسم كأن وهو منصوب بالياء لأنه مثنى وحقان خبر كأن وروي كأن ثدياه حقان فيكون اسم كأن محذوفا وهو ضمير الشأن والتقدير كأنه ثدياه حقان وثدياه حقان مبتدأ وخبر في موضع رفع خبر كأن ويحتمل أن يكون ثدياه اسم كأن وجاء بالألف على لغة من يجعل المثنى بالألف في الأحوال كلها
(1/392)

الموضوع التالي


لا التي لنفي الجنس : أ

الموضوع السابق


إن وأخواتها : ب