المفعول له
 
( ينصب مفعولا له المصدر إن ... أبان تعليلا كجد شكرا ودن ) ( وهو بما يعمل فيه متحد ... وقتا وفاعلا وإن شرط فقد ) ( فاجرره بالحرف وليس يمتنع ... مع الشروط كلزهد ذا قنع ) (2/185) - المفعول له هو المصدر المفهم علة المشارك لعامله في الوقت والفاعل نحو جد شكرا فشكرا مصدر وهو مفهم للتعليل لأن المعنى جد لأجل الشكر ومشارك لعامله وهو جد فى الوقت لأن زمن الشكر وهو زمن الجود وفي الفاعل لأن فاعل الجود هو المخاطب وهو فاعل الشكر وكذلك ضربت ابني تأديبا فتأديبا مصدر وهو مفهم للتعليل إذ يصح أن يقع في جواب لم فعلت الضرب وهو مشارك لضربت في الوقت والفاعل وحكمه جواز النصب إن وجدت فيه هذه الشروط الثلاثة أعني المصدرية وإبانة التعليل واتحاده مع عامله في الوقت والفاعل فإن فقد شرط من هذه الشروط تعين جره بحرف التعليل وهو اللام أو من أو في أو الباء فمثال ما عدمت فيه المصدرية قولك جئتك للسمن ومثال ما لم يتحد مع عامله في الوقت جئتك اليوم للإكرام غدا ومثال ما لم يتحد مع عامله في الفاعل جاء زيد لإكرام عمرو له ولا يمتنع الجر بالحرف مع استكمال الشروط نحو هذا قنع لزهد وزعم قوم أنه لا يشترط في نصبه إلا كونه مصدرا ولا يشترط اتحاده مع عامله في الوقت ولا في الفاعل فجوزوا نصب إكرام في المثالين السابقين والله أعلم (2/186) - ( وقل أن يصحبها المجرد ... والعكس في مصحوب أل وأنشدوا ) ( لا أقعد الجبن عن الهيجاء ... ولو توالت زمر الأعداء ) المفعول له المستكمل للشروط المتقدمة له ثلاثة أحوال أحدها أن يكون مجردا عن الألف واللام والإضافة والثاني أن يكون محلى بالألف واللام والثالث أن يكون مضافا وكلها يجوز أن تجر بحرف التعليل لكن الأكثر فيما تجرد عن الألف واللام والإضافة النصب نحو ضربت ابني تأديبا ويجوز جره فتقول ضربت ابني لتأديب وزعم الجزولي أنه لا يجوز جره وهو خلاف ما صرح به النحويون وما صحب الألف واللام بعكس المجرد فالأكثر جره ويجوز النصب فضربت ابني للتأديب أكثر من ضربت ابني التأديب ومما جاء فيه منصوبا ما أنشده المصنف 163 - ( لا أقعد الجبن عن الهيجاء ... ) (2/187) - البيت فالجبن مفعول له أي لا أقعد لأجل الجبن ومثله قوله 164 - ( فليت لي بهم قوما إذا ركبوا ... شنوا الإغارة فرسانا وركبانا ) (2/189) - وأما المضاف فيجوز فيه الأمران النصب والجر على السواء فتقول ضربت ابني تأديبه ولتأديبه وهذا قد يفهم من كلام المصنف لأنه لما ذكر أنه يقل جر المجرد ونصب المصاحب للألف واللام علم أن المضاف لا يقل فيه واحد منهما بل يكثر فيه الأمران ومما جاء منصوبا قوله تعالى ( يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت ) ومنه قوله 165 - ( وأغفر عوراء الكريم ادخاره ... وأعرض عن شتم اللئيم تكرما ) (2/190)

الموضوع التالي


المفعول فيه

الموضوع السابق


المفعول المطلق