البدل
 

البدل التابع المقصود بالحكم بلا * واسطة - هو المسمى بدلا البدل هو: " التابع: المقصود بالنسبة، بلا واسطة ".
ف " التابع ": جنس، و " المقصود بالنسبة ": فصل، أخرج: النعت، والتوكيد، وعطف البيان، لان كل واحد منها مكمل للمقصود بالنسبة، لا مقصود بها، و " بلا واسطة ": أخرج المعطوف ببل، نحو " جاء زيد بل عمرو "، فإن " عمرا " هو المقصود بالنسبة، ولكن بواسطة - وهى بل - وأخرج المعطوف بالواو ونحوها، فإن كل واحد منهما مقصود بالنسبة، ولكن بواسطة.
* * * مطابقا، أو بعضا، أو ما يشتمل * عليه، يلفى، أو كمعطوف ببل
(2/247)



وذا للاضراب اعز، إن قصدا صحب * ودون قصد غلط به سلب كزره خالدا، وقبله اليدا، * واعرفه حقه، وخذ نبلا مدى
(2/248)



البدل على أربعة أقسام: الاول: بدل الكل من الكل، وهو البدل المطابق للمبدل منه المساوى له في المعنى، نحو " مررت بأخيك زيد، وزره خالدا ".
الثاني: بدل البعض من الكل، نحو " أكلت الرغيف ثلثه، وقبله اليد ".
الثالث: بدل الاشتمال، وهو الدال على معنى في متبوعه، نحو " أعجبني
زيد علمه، واعرفه حقه ".
الرابع: البدل المباين للمبدل منه، وهو المراد بقوله " أو كمعطوف ببل " وهو على قسمين، أحدهما: ما يقصد متبوعه كما يقصد هو، ويسمى بدل الاضراب وبدل البداء، نحو " أكلت خبزا لحما " قصدت أولا الاخبار بأنك أكلت خبزا، ثم بدالك أنك تخبر أنك أكلت لحما أيضا، وهو المراد بقوله: " وذا للاضراب اعز إن قصدا صحب " أي: البدل الذى هو كمعطوف ببل انسبه للاضراب إن قصد متبوعه كما يقصد هو، الثاني: مالا يقصد متبوعه، بل يكون المقصود البدل فقط، وإنما غلط المتكلم، فذكر المبدل منه، ويسمى بدل الغلط والنسيان، نحو " رأيت رجلا حمارا " أردت أنك تخبر أولا أنك رأيت حمارا، فغلطت بذكر الرجل، وهو المراد بقوله: " ودون قصد غلط به سلب " أي: إذا لم يكن المبدل منه مقصودا فيسمى البدل بدل الغلط، لانه مزيل الغلط الذى سبق، وهو ذكر غير المقصود.
وقوله: " خذ نبلا مدى " يصلح أن يكون مثالا لكل من القسمين،
(2/249)



لانه إن قصد النبل والمدى فهو بدل الاضراب، وإن قصد المدى فقط - وهو جمع مدية، وهى الشفرة - فهو بدل الغلط.
* * * ومن ضمير الحاضر الظاهر لا * تبدله، إلا ما إحاطة جلا أو اقتضى بعضا، أو اشتمالا * كإنك ابتهاجك استمالا أي: لا يبدل الظاهر من ضمير الحاضر، إلا إن كان البدل بدل كل من كل، واقتضى الاحاطة والشمول، أو كان بدل اشتمال، أو بدل بعض من كل.
فالاول كقوله تعالى: (تكون لنا عيدا لاولنا وآخرنا)، ف " أولنا "
بدل من الضمير المجرور باللام - وهو " نا " - فإن لم يدل على الاحاطة امتنع، نحو " رأيتك زيدا ".
(2/250)



والثانى كقوله: 302 - ذريني، إن أمرك لن يطاعا * وما ألفيتني حلمي مضاعا ف " حلمي " بدل اشتمال من الياء في " ألفيتني ".
والثالث كقوله: 303 - أو عدني بالسجن والاداهم * رجلى، فرجلي شثنة المناسم
(2/251)



ف " رجلى " بدل بعض من الياء في " أو عدني ".
وفهم من كلامه: أنه يبدل الظاهر من الظاهر مطلقا كما تقدم تمثيله، وأن ضمير الغيبة يبدل منه الظاهر مطلقا، نحو " زره خالدا ".
* * * وبدل المضمن الهمز يلى * همزا، ك " من ذا أسعيد أم على " ؟
(2/252)



إذا أبدل من اسم الاستفهام وجب دخول همزة الاستفهام على البدل، نحو " من ذا أسعيد أم على ؟ وما تفعل أخيرا أم شرا ؟ ومتى تأتينا أغدا أم بعد غد " ؟ * * * ويبدل الفعل من الفعل، ك " من * يصل إلينا يستعن بنا يعن كما يبدل الاسم من الاسم يبدل الفعل من الفعل، ف " يستعن بنا ": بدل من " يصل إلينا "، ومثله قوله تعالى: (ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب) ف " يضاعف ": بدل من " يلق " فإعرابه بإعرابه، وهو الجزم، وكذا قوله:
304 - إن على الله أن تبايعا * تؤخذ كرها أو تجئ طائعا ف " تؤخذ ": بل من " تبايعا " ولذلك نصب.
(2/253)

الموضوع التالي


النداء

الموضوع السابق


عطف النسق