الندبة
 

الندبة ما للمنادى اجعل المندوب، وما * نكر لم يندب، ولا ما أبهما ويندب الموصول بالذى اشتهر * ك " بئر زمزم " يلى " وامن حفر " المندوب هو: المتفجع عليه، نحو " وازيداه "، والمتوجع منه، نحو " واظهراه ".
ولا يندب إلا المعرفة، فلا تندب النكرة، فلا يقال: " وارجلاه "، ولا المبهم: كاسم الاشارة، نحو " واهذاه " ولا الموصول، إلا إن كان خاليا من " أل " واشتهر باصلة، كقولهم " وامن حفر بئر زمزماه ".
* * *
(2/282)



ومنتهى المندوب صله بالالف * متلوها إن كان مثلها حذف كذاك تنوين الذى به كمل * من صلة أو غيرها، نلت الامل يلحق آخر المنادى المندوب ألف، نحو " وازيدا لا تبعد " ويحذف ما قبلها إن كان ألفا، كقولك: " واموساه " فحذف ألف " موسى " وأتى بالالف للدلالة على الندبة، أو كان تنوينا في آخر صلة أو غيرها، نحو " وامن حفر بئر زمزماه " ونحو " يا غلام زيداه ".
* * * والشكل حتما أوله مجانسا * إن يكن الفتح بوهم لا بسا
(2/283)



إذا كان آخر ما تلحقه ألف الندبة فتحة لحقته ألف الندبة من غير تغيير لها، فتقول: " واغلام أحمداه " وإن كان غير ذلك وجب فتحه، إلا إن أوقع في لبس، فمثال ما لا يوقع في لبس قولك في " غلام زيد ": " واغلام زيداه "، وفي " زيد ": " وازيداه "، ومثال ما يوقع فتحه في لبس: " واغلامهوه، واغلامكيه " وأصله " واغلامك " بكسر الكاف " واغلامه " بضم الهاء، فيجب قلب ألف الندبة: بعد الكسرة ياء، وبعد الضمة واوا: لانك لو لم تفعل ذلك وحذفت الضمة والكسرة وفتحت وأتيت بألف الندبة، فقلت: " واغلامكاه، واغلامهاه " لا لتبس المندوب المضاف إلى ضمير المخاطبة بالمندوب المضاف إلى ضمير المخاطب، والتبس المندوب المضاف إلى ضمير الغائب بالمندوب المضاف إلى ضمير الغائبة، وإلى هذا أشار بقوله: " والشكل حتما - إلى آخره " أي: إذا شكل آخر المندوب بفتح، أو ضم، أو كسر، فأوله مجانسا له من واو أو ياء إن كان الفتح موقعا في لبس، نحو " واغلامهوه، واغلامكيه " وإن لم يكن الفتح موقعا في لبس فافتح آخره، وأوله ألف الندبة، نحو " وازيداه، وواغلام زيداه ".
* * * وواقفا زدهاء سكت، إن ترد * وإن تشأ فالمد، والها لا تزد
(2/284)



أي: إذا وقف على المندوب لحقه بعد الالف هاء السكت، نحو: " وازيداه "، أو وقف على الالف، نحو: " وازيدا " ولا تثبت الهاء في الوصل إلا ضرورة، كقوله: 314 - ألا يا عمرو عمراه * وعمرو بن الزبيراه * * *
(2/285)



وقائل: واعبديا، واعبدا * من في الندا اليا ذا سكون أبدى أي: إذا ندب المضاف إلى ياء المتكلم على لغة من سكن الياء قيل فيه: " واعبديا " بفتح الياء، وإلحاق ألف الندبة، أو " يا عبدا "، بحذف الياء، وإلحاق ألف الندبة.
وإذا ندب على لغة من يحذف [ الياء ] أو يستغنى بالكسرة، أو يقلب الياء ألفا والكسرة فتحة ويحذف الالف ويستغنى بالفتحة، أو يقلبها ألفا ويبقيها قيل: " واعبدا " ليس إلا.
وإذا ندب على لغة من يفتح الياء يقال " واعبديا " ليس إلا.
فالحاصل: أنه إنما يجوز الوجهان - أعنى " واعبديا " و " واعبدا " - على لغة من سكن الياء فقط، كما ذكر المصنف.
(2/286)

الموضوع التالي


الترخيم

الموضوع السابق


الاستغاثة