أسماء الافعال والاصوات
 

أسماء الافعال والاصوات ما ناب عن فعل كشتان وصه * هو اسم فعل، وكذا أوه ومه وما بمعنى افعل، ك " آمين " كثر * وغيره ك " وى، وهيهات " نزر أسماء الافعال: ألفاظ تقوم مقام الافعال: في الدلالة على معناها، وفي عملها، وتكون بمعنى الامر - وهو الكثير فيها - كمه، بمعنى اكفف، وآمين، بمعنى استجب، وتكون بمعنى الماضي، كشتان، بمعنى افترق، تقول: " شتان زيد وعمرو " وهيهات، بمعنى بعد، تقول: " هيهات العقيق "
(2/302)



[ ومعناه: بعد ]، وبمعنى المضارع، كأوه، بمعنى أتوجع، ووى، بمعنى أعجب، وكلاهما غير مقيس.
وقد سبق في الاسماء الملازمة للنداء: أنه ينقاس استعمال فعال اسم فعل، مبنيا على الكسر، من كل فعل ثلاثى، فتقول: ضراب [ زيدا ]، أي اضرب، ونزال، أي: انزل، وكتاب، أي اكتب، ولم يذكره المصنف هنا استغناء بذكره هناك.
* * * والفعل من أسمائه عليكا * وهكذا دونك مع إليكا كذا رويد بله ناصبين * ويعملان الخفض مصدرين من أسماء الافعال ما هو في أصله ظرف، وما هو مجرور بحرف، نحو:
" عليك زيدا " أي: الزمه، و " إليك " أي: تنح، و " دونك زيدا " أي: خذه.
(2/303)



ومنها: ما يستعمل مصدرا واسم فعل " كرويد، وبله ".
فإن انجر ما بعدهما فهما مصدران، نحو " رويد زيد " أي إرواد زيد، أي إمهاله، وهو منصوب بفعل مضمر، و " بله زيد " أي: تركه.
وإن انتصب ما بعدهما فهما اسما فعل نحو " رويد زيدا " أي أمهل زيدا، و " بله عمرا " أي اتركه.
* * * وما لما تنوب عنه من عمل * لها، وأخر ما لذى فيه العمل أي: يثبت لاسماء الافعال من العمل ما يثبت لما تنوب عنه من الافعال.
فإن كان ذلك الفعل يرفع فقط كان اسم الفعل كذلك كصه: بمعنى اسكت، ومه: بمعنى اكفف، وهيهات زيد، بمعنى بعد زيد، ففى " صه
(2/304)



ومه " ضميران مستتران، كما في اسكت واكفف، وزيد: مرفوع بهيهات كما ارتفع ببعد.
وإن كان ذلك الفعل يرفع وينصب كان اسم الفعل كذلك، ك " دراك زيدا " أي: أدركه، و " ضراب عمرا " أي: اضربه، ففى " دراك، وضراب " ضميران مستتران، و " زيدا، وعمرا " منصوبان بهما.
وأشار بقوله: " وأخر ما لذى فيه العمل " إلى أن معمول اسم الفعل يجب تأخيره عنه، فتقول: " دراك زيدا " ولا يجوز تقديمه عليه، فلا تقول: " زيدا دراك " وهذا بخلاف الفعل، إذ يجوز " زيدا أدرك ".
* * * واحكم بتنكير الذى ينون * منها، وتعريف سواه بين
الدليل على أن ما سمى بأسماء الافعال أسماء لحاق التنوين لها، فتقول في صه: صه، وفي حيهل: حيهلا، فيلحقها التنوين للدلالة على التنكير، فما نون منها كان نكرة، وما لم ينون كان معرفة.
* * *
(2/305)



وما به خوطب مالا يعقل * من مشبه اسم الفعل صوتا يجعل كذا الذى أجدى حكاية، كقب " * والزم بنا النوعين فهو قد وجب أسماء الاصوات: ألفاظ استعملت كأسماء الافعال في الاكتفاء بها، دالة على خطاب ما لا يعقل، أو على حكاية صوت من الاصوات، فالاول كقولك: هلا، لزجر الخيل، وعدس، لزجر البغل، والثانى كقب: لوقوع السيف، وغاق: للغراب.
(2/306)



وأشار بقوله: " والزم بنا النوعين " إلى أن أسماء الافعال وأسماء الاصوات كلها مبنية، وقد سبق في باب المعرب والمبنى أن أسماء الافعال مبنية لشبهها بالحرف في النيابة عن الفعل وعدم التأثر، حيث قال " وكنيابة عن الفعل بلا تأثر " وأما أسماء الاصوات فهى مبنية لشبهها بأسماء الافعال.
* * *
(2/307)

الموضوع التالي


نونا التوكيد

الموضوع السابق


التحذير، والاغراء