أما، ولولا، ولوما
 

أما، ولولا، ولوما أما كمهما يك من شئ، وفا * - لتلو تلوها وجوبا - ألفا أما: حرف تفصيل، وهى قائمة مقام [ أداة ] الشرط، وفعل الشرط، ولهذا فسرها سيبويه بمهما يك من شئ، والمذكور بعدها جواب الشرط، فلذلك لزمته الفاء، نحو: " أما زيد فمنطلق " والاصل " مهما يك من شئ فزيد منطلق " فأنيبت " أما " مناب " مهما يك من شئ "، فصار " أما فزيد منطلق " ثم أخرت الفاء إلى الخبر، فصار " أما زيد فمنطلق "، ولهذا قال: " وفا لتلو تلوها وجوبا ألفا " * * * وحذف ذى الفاقل في نثر، إذا * لم يك قول معها قد نبذا
(2/390)



[ قد ] سبق أن هذه الفاء ملتزمه الذكر، وقد جاء حذفها في الشعر،
كقوله: 349 - فأما القتال لا قتال لديكم * ولكن سيرا في عراض المواكب
(2/391)



أي: فلا قتال، وحذفت في النثر أيضا: بكثرة، وبقلة، فالكثرة عند حذف القول معها، كقوله عزوجل: (فأما الذين اسودت وجوهم أكفرتم بعد إيمانكم ؟) أي فيقال لهم: أكفرتهم بعد إيمانكم، والقليل: ما كان بخلافه، كقوله صلى الله عليه وسلم: " أما بعد ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله " هكذا وقع في صحيح البخاري " ما بال " بحذف الفاء، والاصل: أما بعد فما بال رجال، فحذفت الفاء.
* * *
(2/392)



لولا ولو ما يلزمان الابتدا * إذا امتناعا بوجود عقدا للولا ولو ما استعمالان: أحدهما: أن يكونا دالين على امتناع الشئ لوجود غيره، وهو المراد بقوله: " إذا امتناعا بوجود عقدا "، ويلزمان حينئذ الابتداء، فلا يدخلان إلا على المبتدأ، ويكون الخبر بعدهما محذوفا وجوبا، ولا بدلهما من جواب، فإن كان مثبتا قرن باللام، غالبا، وإن كان منفيا بما تجرد عنها غالبا، وإن كان منفيا بلم لم يقترن بها، نحو: " لولا زيد لاكرمتك، ولو مازيد لاكرمتك، ولو ما زيد ما جاء عمرو، ولو ما زيد لم يجئ عمرو "، فزيد - في
(2/393)



هذه المثل ونحوها - مبتدأ، وخبره محذوف وجوبا، والتقدير: لولا زيد موجود، وقد سبق ذكر هذه المسألة في باب الابتداء.
* * * وبهما التحضيض مز، وهلا، * ألا، ألا، وأولينها الفعلا
أشار في هذا البيت إلى الاستعمال الثاني للولا ولو ما، وهو الدلالة على التحضيض، ويختصان حينئذ بالفعل، نحو " لولا ضربت زيدا، ولو ما قتلت بكرا " فإن قصدت بهما التوبيخ كان الفعل ماضيا، وإن قصدت بهما الحث على الفعل كان مستقبلا بمنزلة فعل الامر، كقوله تعالى: (فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا) أي: لينفر، وبقية أدوات التحضيض حكمها كذلك، فتقول: " هلا ضربت زيدا، وألا فعلت كذا " وألا مخففة كألا مشددة.
* * * وقد يليها اسم بفعل مضمر * علق، أو بظاهر مؤخر
(2/394)



قد سبق أن أدوات التحضيض تختص بالفعل، فلا تدخل على الاسم، وذكر في هذا البيت أنه قد يقع الاسم بعدها، ويكون معمولا لفعل مضمر، أو لفعل مؤخر عن الاسم، فالاول كقوله: 350 - * هلا التقدم والقلوب صحاح *
(2/395)



ف " التقدم " مرفوع بفعل محذوف، وتقديره: هلا وجد التقدم، ومثله قوله: 351 - تعدون عقر النيب أفضل مجدكم * بنى ضوطرى، لولا الكمى المقنعا
(2/396)



ف " الكمى ": مفعول بفعل محذوف، والتقدير: لولا تعدون الكمى المقنع، والثانى كقولك: لولا زيدا ضربت، ف " زيدا " مفعول " ضربت ".
* * *
(2/397)

الموضوع السابق


فصل لو