المقصور والممدود
 

المقصور والممدود إذا اسم استوجب من قبل الطرف * فتحا، وكان ذا نظير كالاسف فلنظيره المعل الآخر * ثبوت قصر بقياس ظاهر كفعل وفعل في جمع ما * كفعلة وفعلة، نحو الدمى المقصور: هو الاسم الذى حرف إعرابه ألف لازمة.
(2/437)



فخرج بالاسم: الفعل، نحو يرضى، وبحرف إعرابه: المبنى، نحو إذا، وبلازمة: المثنى، نحو الزيدان، فإن ألفه تنقلب ياء في الجر والنصب.
والمقصور على قسمين: قياسي، وسماعى.
فالقياسي: كل اسم معتل له نظير من الصحيح، ملتزم فتح ما قبل آخره، وذلك: كمصدر الفعل اللازم الذى على [ وزن ] فعل، فإنه يكون فعلا، بفتح الفاء والعين، نحو أسف أسفا، فإذا كان معتلا وجب قصره، نحو جوى جوى [ لان نظيره من الصحيح الآخر ملتزم فتح ما قبل آخره ] ونحو فعل في جمع فعلة بكسر الفاء، وفعل في جمع فعلة بضم الفاء، نحو مرى جمع مرية، ومدى جمع مدية، فإن نظيرهما من الصحيح قرب وقرب جمع قربة وقربة، لان جمع فعلة بكسر الفاء يكون على فعل، بكسر الاول وفتح الثاني، وجمع فعلة بضم الفاء يكون على فعل، بضم الاول وفتح الثاني، والدمى: جمع دمية، وهى الصورة من العاج ونحوه.
* * * وما استحق قبل آخر ألف * فالمد في نظيره حتما عرف
(2/438)



أي: تمرون بالديار.
ومذهب الجمهور أنه لا ينقاس حذف حرف الجر مع غير " أن " و " أن " بل يقتصر فيه على السماع، وذهب [ أبو الحسن على ابن سليمان البغدادي وهو ] الاخفش الصغير إلى أنه يجوز الحذف مع غيرهما قياسا، بشرط تعين الحرف، ومكان الحذف، نحو: " بريت القلم بالسكين " فيجوز عنده حذف الباء، فتقول: " بريت القلم السكين " فإن لم يتعين الحرف لم يجز الحذف، نحو: " رغبت في زيد " فلا يجوز حذف " في "، لانه لا يدرى حينئذ: هل التقدير " رغبت عن زيد " أو " في زيد " وكذلك إن لم يتعين مكان الحذف لم يجز، نحو " اخترت القوم من بنى تميم " فلا يجوز الحذف، فلا تقول: " اخترت القوم بنى تميم "، إذلا يدرى: هل الاصل " اخترت القوم من بنى تميم " أو " اخترت من القوم بنى تميم ".
وأما " أن، وأن " فيجوز حذف حرف الجر معهما قياسا مطردا، بشرط أمن اللبس، كقولك " عجبت أن يدوا " والاصل " عجبت من أن يدوا " أي: من أن يعطوا الدية، ومثال ذلك مع أن - بالتشديد - " عجبت من أنك قائم " فيجوز حذف " من " فتقول: " عجبت أنك قائم "، فإن حصل لبس لم يجز
(2/439)



والعادم النظير إذ قصر وذا * مد، بنقل: كالحجا وكالحذا هذا هو القسم الثاني، وهو المقصور السماعي، والممدود السماعي.
وضابطهما: أن ما ليس له نظير اطرد فتح ما قبل آخره فقصره موقوف على السماع، وما ليس له نظير اطرد زيادة ألف قبل آخره فمده مقصور على السماع.
فمن المقصور السماعي: الفتى، واحد الفتيان، والحجا: العقل، والثرى: التراب، والسنا، الضوء.
ومن الممدود السماعي: الفتاء: حداثة السن، والسناء: الشرف، والثراء: كثرة المال، والحذاء: النعل.
* * * وقصر ذى المد اضطرارا مجمع * عليه، والعكس بخلف يقع لا خلاف بين البصريين والكوفيين في جواز قصر الممدود للضرورة.
واختلف في جواز مد المقصور، فذهب البصريون إلى المنع، وذهب الكوفيون إلى الجواز، واستدلوا بقوله،
(2/440)



353 - يا لك من تمر ومن شيشاء * ينشب في المسعل واللهاء فمد " اللهاء " للضرورة، وهو مقصور.
* * *
(2/441)

الموضوع السابق


التأنيث