النسب
 

النسب ياء كيا الكرسي زادوا اللنسب * وكل ما تليه كسره وجب إذا أريد إضافة شئ إلى بلد، أو قبيلة، أو نحو ذلك - جعل آخره ياء مشددة، مكسورا ما قبلها، فيقال في النسب إلى " دمشق ": " دمشقي "، وإلى " تميم ": " تميمي "، وإلى " أحمد ": " أحمدى ".
* * * ومثله مما حواه احذف، وتا * تأنيث أو مدته، لا تثبتا
(2/490)



وإن تكن تربع ذاثان سكن * فقلبها واوا وحذفها حسن يعنى أنه إذا كان في آخر الاسم ياء كياء الكرسي - في كونها مشددة، واقعة بعد ثلاثة أحرف فصاعدا - وجب حذفها، وجعل ياء النسب موضعها، فيقال في النسب إلى " الشافعي ": " شافعي " وفي [ النسب إلى ] " مرمى ": " مرمى ".
وكذلك إن كان آخر الاسم تاء التأنيث وجب حذفها للنسب، فيقال في النسب إلى " مكة ": " مكى ".
ومثل تاء التأنيث - في وجوب الحذف للنسب - ألف التأنيث المقصورة إذا كانت خامسة فصاعدا، كحبارى وحبارى، أو رابعة متحركا ثانى ماهى
(2/491)



فيه، كجمزى وجمزى، وإن كانت رابعة ساكنا ثانى ماهى فيه - كحبلى - جاز فيها وجهان: أحدهما الحذف - وهو المختار - فتقول: " حبلى "، والثانى قلبها واوا، فتقول: " حبلوى ".
* * * لشبهها الملحق، والاصلي - ما * لها، وللاصلي قلب يعتمى والالف الجائز أربعا أزل * كذاك يا المنقوس خامسا عزل والحذف في اليا رابعا أحق من * قلب، وحتم قلب ثالث يعن
(2/492)



يعنى أن ألف الالحاق المقصورة كألف التأنيث: في وجوب الحذف إن كانت خامسة كحبركى وحبركى، وجواز الحذف والقلب إن كانت رابعة: كعلقى وعلقى وعلقوى، ولكن المختار هنا القلب، عكس ألف التأنيث.
وأما الالف الاصلية، فإن كانت ثالثة قلبت واوا: كعصا وعصوى، وفتى وفتوى، وإن كانت رابعة قلبت أيضا واوا: كملهوى، وربما حذفت كملهى، والاول هو المختار، وإليه أشار بقوله: " وللاصلي قلب يعتمى " أي: يختار، يقال: اعتميت الشئ - أي: اخترته - وإن كانت خامسة فصاعدا وجب الحذف كمصطفى في مصطفى، وإلى ذلك أشار بقوله: " والالف الجائز أربعا أزل ".
وأشار بقوله: " كذك يا المنقوص - إلى آخره " إلى أنه إذا نسب إلى المنقوص، فإن كانت ياؤه ثالثة قلبت واوا وفتح ما قبلها، نحو " شجوى " في شج، وإن كانت رابعة حذفت، نحو " قاضى " [ في قاض ]، وقد تقلب واوا، نحو " قاضوى "، وإن كانت خامسة فصاعدا وجب حذفها " كمعتدي " في معتد، و " مستعلى " في مستعل.
والحبركى: ذكر القراد، والاثنى: حبركاة، والعلقى: نبت،
واحده علقاة.
* * * وأول ذا القلب انفتاحا، وفعل * وفعل عينهما افتح وفعل
(2/493)



يعنى أنه إذا قلبت ياء المنقوص واوا وجب فتح ما قبلها، نحو: " شجوى وقاضوى ".
وأشار بقوله: " وفعل - إلى آخره " إلى أنه إذا نسب إلى ما قبل آخره كسرة، وكانت الكسرة مسبوقة بحرف واحد - وجب التخفيف يجعل الكسرة فتحة، فيقال في نمر: " نمري " وفي دئل: " دؤلى "، وفي " إبل ": " إبلى ".
* * * وقيل في المرمى مرموى * واختير في استعمالهم مرمى قد سبق أنه إذا كان آخر الاسم ياء مشددة مسبوقة بأكثر من حرفين، وجب حذفها في النسب، فيقال في " الشافعي ": " شافعي "، وفي " مرمى ": " مرمى ".
وأشار هنا إلى أنه إذا كانت إحدى الياءين أصلا، والاخرى زائدة، فمن
(2/494)



العرب من يكتفى بحذف الزائدة منهما، ويبقى الاصلية، ويقلبها واوا، فيقول في " المرمى ": " مرموى "، وهى لغة قليلة، والمختار اللغة الاولى - وهى الحذف - سواء كانتا زائدتين، أم لا، فتقول في " الشافعي ": " شافعي " وفي " مرمى ": " مرمى ".
* * * ونحو حى فتح ثانيه يجب * واردده واوا إن يكن عنه قلب قد سبق حكم الياء المشددة المسبوقة بأكثر من حرفين.
وأشار هنا إلى أنها إذا كانت مسبوقة بحرف واحد لم يحذف من الاسم في
النسب شئ، بل يفتح ثانيه ويقلب ثالثه واوا، ثم إن كان ثانيه ليس بدلا من واو لم يغير، وإن كان بدلا من واو قلب واوا، فتقول في " حى ": " حيوى "، لانه من حييت، وفي " طى ": " طووى "، لانه من طويت.
* * *
(2/495)



وعلم التثنية احذف للنسب * ومثل ذا في جمع تصحيح وجب يحذف من المنسوب إليه [ ما فيه من ] علامة تثنية، أو جمع تصحيح، فإذا سميت رجلا " زيدان " - وأعربته بالالف رفعا، وبالياء جرا ونصبا - قلت: " زيد " وتقول فيمن اسمه: " زيدون " - إذا أعربته بالحروف -: " زيدي " وفيمن اسمه هندات: " هندي ".
* * * وثالث من نحو طيب حذف * وشذ طائى مقولا بالالف قد سبق أنه يجب كسر ما قبل ياء النسب، فإذا وقع قبل الحرف الذى يجب كسره في النسب ياء [ مكسورة ] مدغم فيها ياء وجب حذف الياء المكسورة، فتقول في طيب: " طيبى ".
(2/496)



وقياس النسب في طيئ: " طيئي "، لكن تركوا القياس، وقالوا: " طائى " بإبدال الياء ألفا.
فلو كانت الياء المدغم فيها مفتوحة لم تحذف، نحو " هيبخى " في هبيخ.
والهبيخ: الغلام الممتلئ، والانثى هبيخة.
* * * وفعلى في فعيلة التزم * وفعلى في فعيلة حتم يقال في النسب إلى فعيلة: فعلى - بفتح عينه وحذف يائه - إن لم يكن معتل العين، ولا مضاعفا، كما يأتي، فتقول في حنيفة: " حنفى ".
ويقال في النسب إلى فعيلة: فعلى - بحذف الياء - إن لم يكن مضاعفا،
فتقول في جهينة: " جهنى ".
* * *
(2/497)



وألحقوا معل لام عريا * من المثالين بما التا أوليا يعنى أن ما كان على فعيل أو فعيل، بلا تاء، وكان معتل اللام - فحكمه حكم ما فيه التاء: في وجوب حذف يائه وفتح عينه، فتقول في " عدى ": " عدوى "، وفي " قصى ": " قصوى "، كما تقول في " أمية ": " أموى " فإن كان فعيل وفعيل صحيحي اللام، لم يحذف شئ منهما، فتقول في " عقيل ": " عقيلي "، وفي " عقيل ": " عقيلي "
(2/498)



وتمموا ما كان كالطويله * وهكذا ما كان كالجليله يعنى أن ما كان على فعيلة، وكان معتل العين، أو مضاعفا - لا تحذف ياؤه في النسب، فتقول في طويلة: " طويلى "، وفي جليلة " جليلى " وكذلك أيضا ما كان على فعيلة وكان مضاعفا، فتقول في قليلة: " قليلى ".
* * * وهمز ذى مد ينال في النسب * ما كان في تثنية له انتسب حكم همزة الممدود في النسب كحكمها في التثنية: فإن كانت زائدة للتأنيث قلبت واوا نحو " حمراوى " في حمراء، أو زائدة للالحاق كعلباء، أو بدلا
(2/499)



من أصل نحو كساء، فوجهان: التصحيح نحو علبائي وكسائي، والقلب نحو علباوى وكساوى، أو أصلا فالتصحيح لا غير نحو قرائي في قراء.
* * * وانسب لصدر جملة وصدر ما * ركب مزجا، ولثان تمما إضافة مبدوءة بابن أو اب * أو ما له التعريف بالثاني وجب فيما سوى هذا انسبن للاول * ما لم يخف لبس، ك " عبد الاشهل "
(2/500)



إذا نسب إلى الاسم المركب، فإن كان مركبا تركيب جملة، أو تركيب مزج، حذف عجزه، وألحق صدره ياء النسب، فتقول في تأبط شرا: " تأبطي "، وفي بعلبك " بعلى " وإن كانه مركبا تركيب إضافة، فإن كان صدره ابنا، أو كان معرفا بعجزه - حذف صدره، وألحق عجزه ياء النسب، فتقول في ابن الزبير: " زبيري " وفي أبى بكر: " بكرى "، وفي غلام زيد: " زيدي " فإن لم يكن كذلك: فإن لم يخف لبس عند حذف عجزه حذف عجزه ونسب إلى صدره، فتقول في امرئ القيس: " امرئى " وإن خيف لبس حذف صدره، ونسب إلى عجزه، فتقول في عبد الاشهل، وعبد القيس: " أشهلي، وقيسى ".
* * * واجبر برد اللام مامنه حذف * جوازا ان لم يك رده ألف
(2/501)



في جمعى التصحيح، أو في التثنيه * وحق مجبور بهذي توفيه إذا كان المنسوب إليه محذوف اللام، فلا يخلو: إما أن تكون لامه مستحقة للرد في جمعى التصحيح أو في التثنية، أولا.
فإن لم تكن مستحقة للرد فيما ذكر جاز لك في النسب الرد وتركه، فتقول في " يدوابن ": " يدوى، وبنوى، وابنى، ويدى " كقولهم في التثنية: " يدان، وابنان " وفي " يد " علما لمذكر: " يدون ".
وإن كانت مستحقة للرد في جمعى التصحيح أو في التثنية وجب ردها في النسب، فتقول في " أب، وأخ، وأخت ": " أبوى، وأخوى " كقولهم: " أبوان، وأخوان، وأخوات ".
* * * وبأخ أختا، وبابن بنتا * ألحق، ويونس أبى حذف التا
(2/502)



مذهب الخليل وسيبويه - رحمهما الله تعالى ! - إلحاق أخت وبنت في النسب بأخ وابن، فتحذف منهما تاء التأنيث، ويرد إليها المحذوف، فيقال: " أخوى، وبنوى " كما يفعل بأخ وابن، ومذهب يونس أنه ينسب إليهما على لفظيهما، فتقول: " أختى، وبنتى ".
* * * وضاعف الثاني من ثنأى * ثانيه ذولين ك " لاولائى "، إذا نسب إلى ثنائي لا ثالث له، فلا يخلو الثاني: إما أن يكون حرفا صحيحا، أو حرفا معتلا.
فإن كان حرفا صحيحا جاز فيه التضعيف وعدمه، فتقول في كم: " كمى، وكمى ".
وإن كان حرفا معتلا وجب تضعيفه: فتقول في لو: " لوى ".
وإن كان الحرف الثاني ألفا ضوعفت وأبدلت الثانية همزة، فتقول في رجل اسمه لا: " لائى " ويجوز قلب الهمزة واوا، فتقول: " لاوى ".
* * *
(2/503)



وإن يكن كشية ما الفا عدم * فجبره وفتح عينه التزم إذا نسب إلى اسم محذوف الفاء، فلا يخلو: إما أن يكون صحيح اللام، أو معتلها.
فإن كان صحيحها لم يرد إليه المحذوف، فتقول في " عدة وصفة ": " عدى وصفى ".
وإن كان معتلها وجب الرد، ويجب أيضا - عند سيبويه رحمه الله ! - فتح عينه، فتقول في شية: " وشوى ".
* * *
(2/504)



والواحد اذكر ناسبا للجمع * إن لم يشابه واحدا بالوضع إذا نسب إلى جمع باق على جمعيته جئ بواحده ونسب إليه، كقولك في النسب إلى الفرائض: " فرضى ".
هذا إن لم يكن جاريا مجرى العم، فإن جرى مجراه - كأنصار - نسب إليه على لفظه، فتقول في أنصار: " أنصارى "، وكذا إن كان علما، فتقول في أنمار: " أنمارى ".
* * * ومع فاعل وفعال فعل * في نسب أغنى عن اليا فقبل يستغنى غالبا في النسب عن يائه ببناء الاسم على فاعل - بمعنى صاحب كذا - نحو " تامر، ولابن " أي صاحب تمر وصاحب لبن، وببنائه على فعال في
(2/505)



الحرف غالبا، كبقال وبزار، وقد يكون فعال بمعنى صاحب كذا، وجعل منه قوله تعالى: (وما ربك بظلام للعبيد) أي: بذى ظلم.
وقد يستغنى - عن ياء النسب أيضا - بفعل بمعنى صاحب كذا، نحو: " رجل طعم ولبس " أي: صاحب طعام ولباس، وأنشد سيبويه رحمه الله تعالى: 356 - لست بليلى، ولكني نهر * لا أدلج الليل ولكن أبتكر أي: ولكني نهاري، أي عامل النهار.
* * *
(2/506)



وغير ما أسلفته مقررا * على الذى ينقل منه اقتصرا أي: ما جاء من المنسوب مخالفا لما سبق تقريره فهو من شواذ النسب، يحفظ ولا يقاس عليه، كقولهم في النسب إلى البصرة: " بصرى "، وإلى
الدهر: " دهري " وإلى مرو " مروزى ".
(2/507)

الموضوع التالي


الوقف

الموضوع السابق


التصغير