التصريف
 

التصريف حرف وشبهه من الصرف برى * وما سواهما بتصريف حرى التصريف عبارة عن: علم يبحث فيه عن أحكام بنية الكلمة العربية، وما لحروفها من أصالة وزيادة، وصحة وإعلال، وشبه ذلك.
ولا يتعلق إلا بالاسماء المتمكنة والافعال، فأما الحروف وشبهها فلا تعلق لعلم التصريف بها.
* * * وليس أدنى من ثلاثى يرى * قابل تصريف سوى ما غيرا
(2/529)



يعنى أنه لا يقبل التصريف من الاسماء والافعال ما كان على حرف واحد
أو على حرفين، إلا إن كان محذوفا منه، فأقل ما تبنى عليه الاسماء المتمكنة والافعال ثلاثة أحرف، ثم قد يعرض لبعضها نقص ك " يد " و " قل " و " م الله " و " ق زيدا ".
* * * ومنتهى اسم خمس ان تجردا * وإن يزد فيه فما سبعا عدا الاسم قسمان: مزيد فيه، ومجرد عن الزيادة.
فالمزيد فيه هو: ما بعض حروفه ساقط وضعا، وأكثر ما يبلغ الاسم بالزيادة سبعة أحرف، نحو: احرنجام، واشهيباب.
والمجرد عن الزيادة هو: ما بعض حروفه ليس ساقطا في أصل الوضع، وهو: إما ثلاثى كفلس، أو رباعى كجعفر، وإما خماسى - وهو غايته - كسفرجل.
* * *
(2/530)



وغير آخر الثلاثي افتح وضم * واكسر، وزد تسكين ثانيه تعم العبرة في وزن الكلمة بما عدا الحرف الاخير منها، وحينئذ فالاسم الثلاثي: إما أن يكون مضموم الاول أو مكسوره أو مفتوحه، وعلى كل من هذه التقادير: إما أن يكون مضموم الثاني أو مكسوره أو مفتوحه، أو ساكنه، فتخرج من هذا اثنا عشر بناء حاصلة من ضرب ثلاثة في أربعة، وذلك نحو: قفل، وعنق، ودئل، وصرد، ونحو: علم، وحبك، وإبل، وعنب، ونحو: فلس، وفرس، وعضد، وكبد.
* * * وفعل أهمل، والعكس يقل * لقصدهم تخصيص فعل بفعل
(2/531)



يعنى أن من الابنية الاثنى عشر بناءين أحدهما مهمل والآخر قليل.
فالاول: ما كان على وزن فعل - بكسر الاول، وضم الثاني - وهذا بناء
من المصنف على عدم إثبات حبك.
والثانى: ما كان على وزن فعل - بضم الاول، وكسر الثاني - كدئل، وإنما قل ذلك في الاسماء لانهم قصدوا تخصيص هذا الوزن بفعل ما لم يسم فاعله كضرب وقتل.
* * * وافتح وضم واكسر الثاني من * فعل ثلاثى، وزد نحو ضمن ومنتهاه أربع إن جردا * وإن يزد فيه فما ستا عدا الفعل ينقسم إلى مجرد، و [ إلى ] مزيد فيه، كما انقسم الاسم إلى ذلك،
(2/532)



وأكثر ما يكون عليه المجرد أربعة أحرف، وأكثر ما ينتهى في الزيادة إلى ستة.
وللثلاثي المجرد أربعة أوزان: ثلاثة لفعل الفاعل، وواحد لفعل المفعول، فالتى لفعل الفاعل فعل - بفتح العين - كضرب، وفعل - بكسرها - كشرب، وفعل - بضمها - كشرف.
والذى لفعل المفعول فعل - بضم الفاء، وكسر العين - كضمن.
ولا تكون الفاء في المبنى للفاعل إلا مفتوحة، ولهذا قال المصنف " وافتح وضم واكسر الثاني " فجعل الثاني مثلثا، وسكت عن الاول، فعلم أنه يكون على حالة واحدة، وتلك الحالة هي الفتح.
[ وللرباعي المجرد ثلاثة أوزان: واحد لفعل الفاعل، كد حرج، وواحد لفعل المفعول كدحرج، وواحد لفعل الامر كدحرج ].
وأما المزيد فيه، فإن كان ثلاثيا صار بالزيادة على أربعة أحرف: كضارب، أو على خمسة: كانطلق، أو على ستة: كاستخرج، وإن كان رباعيا صار بالزيادة على خمسة: كتدحرج، أو على ستة: كاحرنجم.
* * *
(2/533)



لاسم مجرد رباع فعلل * وفعلل وفعلل وفعلل ومع فعل فعلل، وإن علا * فمع فعلل حوى فعلللا كذا فعلل وفعلل، وما * غاير للزيد أو النقص انتمى الاسم الرباعي المجرد له ستة أوزان: الاول: فعلل - بفتح أوله وثالثه، وسكون ثانيه - نحو: جعفر.
(2/534)



الثاني: فعلل - بكسر أوله وثالثه، وسكون ثانيه - نحو: زبرج.
الثالث: فعلل - بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح ثالثه - نحو: درهم [ وهجرع ].
الرابع: فعلل - بضم أوله وثالثه، وسكون ثانيه - نحو: برثن.
الخامس: فعل - بكسر أوله، وفتح ثانيه، وسكون ثالثه - نحو هزبر.
السادس: فعلل - بضم أوله، وفتح ثالثه، وسكون ثانيه - نحو: جخدب.
وأشار بقوله: " فإن علا - إلخ " إلى أبنية الخماسي، وهى أربعة: الاول: فعلل - بفتح أوله وثانيه، وسكون ثالثه، وفتح رابعه - نحو: سفرجل.
الثاني: فعللل - بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح ثالثه، وكسر رابعه - نحو: جحمرش.
الثالث: فعلل - بضم أوله، وفتح ثانيه، وسكون ثالثه، وكسر رابعه - نحو: قذعمل.
(2/535)



الرابع: فعلل - بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح ثالثه، وسكون رابعه - نحو: قرطعب.
وأشار بقوله: " وما غاير - إلخ " إلى أنه إذا جاء شئ على خلاف ما ذكر، فهو إما ناقص، وإما مزيد فيه، فالاول كيد ودم، والثانى كاستخراج واقتدار.
* * * والحرف إن يلزم فأصل، والذى * لا يلزم الزائد، مثل تا احتذى الحرف الذى يلزم تصاريف الكلمة هو الحرف الاصلى، والذى يسقط في بعض تصاريف الكلمة هو الزائد، نحو ضارب ومضروب.
* * * بضمن فعل قابل الاصول في * وزن، وزائد بلفظه اكتفى
(2/536)



وضاعف اللام إذا أصل بقى * كراء جعفر وقاف فستق إذا أريد وزن الكلمة قوبلت أصولها بالفاء والعين واللام، فيقابل أولها بالفاء، وثانيها بالعين، وثالثها باللام، فإن بقى بعد هذه الثلاثة أصل عبر عنه باللام.
فإن قيل: ما وزن ضرب ؟ فقل: فعل، وما وزن زيد ؟ فقل: فعل، وما وزن جعفر ؟ فقل: فعلل، وما وزن فستق ؟ تقل: فعلل، وتكرر اللام على حسب الاصول.
وإن كان في الكلمة زائد عبر عنه بلفظه، فإذا قيل: ما وزن ضارب ؟ فقل: فاعل، وما وزن جوهر ؟ فقل: فوعل، وما وزن مستخرج ؟ فقل: مستفعل.
هذا إذا لم يكن الزائد ضعف حرف أصلى، فإن كان ضعفه عبر عنه بما عبر به عن ذلك الاصلى، وهو المراد بقوله: * * *
(2/537)



وإن يك الزائد ضعف أصلى * فاجعل له في الوزن اما للاصل فتقول في وزن اغدودن: افعوعل، فتعبر عن الدال الثانية بالعين كما عبرت بها عن الدال الاولى، لان الثانية ضعفها، وتقول في وزن قتل: فعل، ووزن كرم فعل، فتعبر عن الثاني بما عبرت به عن الاول، ولا يجوز أن تعبر عن هذا الزائد بلفظه، فلا تقول في وزن اغدودن افعودل، ولا في وزن قتل فعتل، ولا في وزن كرم فعرل.
* * * واحكم بتأصيل حروف سمسم * ونحوه، والخلف في كلملم
(2/538)



المراد يسمسم الرباعي الذى تكررت فاؤه وعينه، ولم يكن أحد المكررين صالحا للسقوط، فهذا النوع بحكم على حروفه كلها بأنها أصول، فإذا صلح أحد المكررين للسقوط ففى الحكم عليه بالزيادة خلاف - وذلك نحو " لملم " أمر من لملم، و " كفكف " أمر من كفكف، فاللام الثانية والكاف الثانية صالحان للسقوط، بدليل صحة لم وكف - فاختلف الناس في ذلك، فقيل: هما مادتان، وليس كفكف من كف ولا لملم من لم، فلا تكون اللام والكاف زائدتين، وقيل: اللام زائدة وكذا الكاف، وقيل: هما بدلان من حرف مضاعف، والاصل لمم وكفف، ثم أبدل من أحد المضاعفين: لام في لملم، وكاف في كفكف.
* * * فألف أكثر من أصلين * صاحب - زائد بغير مين إذا صحبت الالف ثلاثة أحرف أصول حكم بزيادتها، نحو: ضارب
(2/539)



وغضبى، فإن صحبت أصلين فقط فليست زائدة، بل هي إما أصل: كإلى،
وإما بدل من أصل: كقال وباع.
* * * واليا كذا والواو إن لم يقعا * كما هما في يؤيؤ ووعوعا أي: كذلك إذا صحبت الياء أو الواو ثلاثة أحرف أصول، فإنه يحكم بزيادتها، إلا في الثنائي المكرر.
فالاول: كصيرف، ويعمل، وجوهر، وعجوز.
والثانى: كيؤيؤ - لطائر ذى مخلب - ووعوعة - مصدر وعوع إذا صوت.
(2/540)



فالياء والواو في الاول زائدتان، وفي الثاني أصليتان.
* * * وهكذا همز وميم سبقا * ثلاثة تأصيلها تحققا أي: كذلك يحكم على الهمزة والميم بالزيادة إذا تقدمتا على ثلاثة أحرف أصول، كأحمد ومكرم، فإن سبقا أصلين حكم بأصالتهما كإبل ومهد.
* * * كذاك همز آخر بعد ألف * أكثر من حرفين لفظها ردف أي: كذلك يحكم على الهمزة بالزيادة إذا وقعت آخرا بعد ألف تقدمها أكثر من حرفين، نحو: حمراء، وعاشوراء، وقاصعاء.
(2/541)



قإن تقدم الالف حرفان فالهمزة غير زائدة، نحو: كساء، ورداء، فالهمزة في الاول بدل من واو، وفي الثاني بدل من ياء، وكذلك إذا تقدم على الالف حرف واحد، كماء، وداء.
* * * والنون في الآخر كالهمز، وفي * نحو " غضنفر " أصالة كفى النون إذا وقعت آخرا بعد ألف، تقدمها أكثر من حرفين - حكم عليها بالزيادة، كما حكم على الهمزة حين وقعت كذلك، وذلك نحو زعفران،
وسكران.
فإن لم يسبقها ثلاثة فهى أصلية، نحو مكان، وزمان.
ويحكم أيضا على النون بالزيادة إذا وقعت بعد حرفين وبعدها حرفان كغضنفر.
* * *
(2/542)



والتاء في التأنيث والمضارعة * ونحو الاستفعال والمطاوعة تزاد التاء إذا كانت للتأنيث، كقائمة، وللمضارعة، نحو أنت تفعل، أو مع السين في الاستفعال وفروعه، نحو استخراج ومستخرج واستخرج، أو مطاوعة فعل نحو علمته فتعلم، أو فعلل كتد حرج.
* * * والهاء وقفا كلمه ولم تره * واللام في الاشارة المشتهرة تزاد الهاء في الوقف، نحو لمه ولم تره، وقد سبق في باب الوقف بيان ما تزاد فيه، وهو " ما " الاستفهامية المجرورة، والفعل المحذوف اللام للوقف، نحو " ره "، أو المجزوم، نحو " لم تره " وكل مبنى على حركة نحو " كيفه " إلا ما قطع عن الاضافة كقبل وبعد، واسم " لا " التى لنفى الجنس نحو " لارجل " والمنادى نحو " يا زيد " والفعل الماضي نحو " ضرب ".
(2/543)



واطرد أيضا زيادة اللام في أسماء الاشارة، نحو ذلك، وتلك، وهنالك.
* * * وامنع زيادة بلا قيد ثبت * إن لم تبين حجة كحظلت إذا وقع شئ من حروف الزيادة العشرة التى يجمعها قولك: " سألتمونيها " حاليا عما قيدت به زيادته فاحكم بأصالته، إلا إن قام على زيادته حجة بينة: كسقوط همزة " شمأل " في قولهم: " شملت الريح شمولا " إذا هبت شمالا، وكسقوط نون " حنظل " في قولهم " حظلت الابل " إذا آذاها أكل الحنظل،
وكسقوط تاء " ملكوت " في " الملك ".
(2/544)

الموضوع السابق


الامالة