فصل في الأغاليط التى وقع فيها بعض العلماء فى عُمَر النبى صلى الله عليه وسلم
 
غَلِط فى عُمَر النبىَّ صلى الله عليه وسلم خمسُ طوائف .
إحداها : مَن قال : إنه اعتمر فى رجب ، وهذا غلط ، فإن عُمَرَهُ مضبوطةٌ محفوظة ، لم يخرُج فى رجب إلى شئ منها البتة .
الثانية : مَن قال : إنَّه اعتمر فى شوَّال ، وهذا أيضاً وهم ، والظاهر واللَّه أعلم أن بعضَ الرواة غَلِطَ فى هذا ، وأنه اعتكف فى شوَّال فقال : اعتمر فى شوَّال ، لكن سياق الحديث ، وقوله : (( اعتمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثلاث عُمَرٍ : عُمْرة فى شوَّال ، وعُمْرتين فى ذى القِعْدَة )) يدل على أن عائشة ، أو مَنْ دونها ، إنما قصد العُمْرة .
الثالثة : مَن قال : إنَّه اعتمر من التَّنعيم بعد حَجه ، وهذا لم يقُلْه أحد من أهل العلم ، وإنما يظنُّه العوام ، ومن لا خِبرة له بالسُّـنَّة .
الرابعة : مَن قال : إنَّه لم يعتمِرْ فى حَجَّته أصلاً ، والسُّـنَّة الصحيحةُ المستفيضة التى لا يُمكن ردُّها تُبطِلُ هذا القول .
الخامسة : مَن قال : إنَّه اعتمر عُمْرة حلَّ منها ، ثم أحرم بعدها بالحج من مكة ، والأحاديث الصحيحةُ تُبطِلُ هذا القول وترده .