فصل في البدء بالسلام قبل الكلام
 
وذكر الترمذى عنه عليه السلام: ((السَّلامُ قَبْلَ الكَلام)).
وفى لفظ آخر: ((لا تَدْعُوا أحَداً إلى الطَّعَامِ حَتَّى يُسلِّمَ)).
وهذا وإن كان إسناده وما قبله ضعيفاً، فالعمل عليه.
وقد روى أبو أحمد بإسناد أحسن منه من حديث عبد العزيز بن أبى رواد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((السَّلامُ قَبْلَ السُّؤالِ، فَمَنْ بَدَأَكُم بالسُّؤَال قَبْلَ السَّلاَمِ، فَلا تُجِيبُوهُ)).
ويُذكر عنه أنه كانَ لا يَأذَنُ لِمَن لَمْ يَبْدأْ بالسَّلامِ، ويُذكر عنه: ((لا تَأْذَنُوا لِمَنْ لَمْ يَبْدأْ بالسَّلامِ)).
وأجود منها ما رواه الترمذى عن كَلَدَةَ بنْ حَنْبَلٍ، أنَّ صفوان بن أُمية بعثه بِلَبَنٍ وَلَبأ وَجِدَايَةٍ وَضَغَابِيْسَ إلى
النبى صلى الله عليه وسلم والنبىُّ صلى الله عليه وسلم بأعْلَى الوَادِى قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيّهِ، وَلَمْ أُسَلِّمْ، وَلَمْ أَسْتَأذِنْ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: ((ارْجِعْ فَقُلْ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، أأدْخُلُ))؟، قال: هذا حديث حسن غريب.
وكان إذَا أتى باب قوم، لم يسْتَقْبِل البابَ مِن تلقاء وجهه، ولكن مِن رُكته الأيمن، أو الأَيْسَرِ، فيقول: ((السَّلاَمُ عَلَيْكُم، السَّلامُ عَلَيْكُمْ)).