فصل في المغنم
 
وكان يُعطى سهمَ ذى القُربى فى بنى هاشم وبنى المطلب دون إخوتِهم من بنى عبدِ شمس وبنى نوفل، وقال: ((إِنَّمَا بَنُو المُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَىْءٌ وَاحِدٌ)) وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، وقَالَ: ((إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونَا فى جَاهِلِيةٍ ولاَ إِسْلاَم))
فصل
وكان المسلمون يُصيبُونَ معه فى مغازِيهم العَسَلَ والعِنَبَ والطَّعَامَ فيأكلونه، ولا يرفعُونه فى المغانم، قال ابنُ عمر: ((إِنَّ جَيْشَاً غَنِمُوا فى زَمَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامَاً وَعَسَلاً، ولم يُؤْخَذْ مِنْهُمُ الخُمُسُ)) ذكره أبو داود.
وانفرد عبدُ الله بنُ المغفَّل يَوْمَ خَيبَر بِجِرَابِ شَحْمٍ، وقال: ((لا أُعْطِى اليومَ أحداً مِنْ هذا شيئاً، فسمِعَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فتبسَّم ولم يَقُلْ له شيئاً)).
وقيل لابن أبى أوفى: كُنُتم تُخمِّسُونَ الطعامَ فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: (( أصبنا طعاماً يومَ خيبر، وكان الرجلُ يجىء، فيأخذُ منه مِقدَارَ ما يكفيه، ثم ينصرفُ )).
وقال بعضُ الصحابةِ: ((كنا نأكُلُ الجَوْزَ فى الغَزْوِ، ولا نَقْسِمُه حتى إنْ كُنَّا لَنَرْجِعُ إلى رِحالِنَا وأَجْرِبَتُنَا منه مملوءة)).