فصل في قدوم وفد الأشعريين وأهل اليمن
 
روى يزيد بن هارون، عن حُمَيد، عن أنس، أنَّ النبى صلى الله عليه وسلم قال: ((يَقْدَمُ قَوْمٌ هم أرَقُّ منكم قُلُوباً))، فقدِم الأشعريون، فجعلوا يرتجزون:
غَداً نَلْقَى الأَحِبَّة مُحَمَّداً وحِـزْبَه
وفى ((صحيح مسلم)) عن أبى هريرة، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((جَاء أَهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أرَقُّ أَفْئِدَةً وأَضْعَفُ قلوباً، والإيمانُ يَمانٍ، والحِكْمَة يَمَانِيةٌ، والسَّكِينةُ فى أهْل الغَنَم، الفَخْرُ والخُيَلاءُ فى الفَدَّادِين مِنْ أهْلِ الوَبَر قِبَلَ مَطْلِعِ الشَّمْسِ)).
وروينا عن يزيد بن هارون، أنبأنا ابنُ أبى ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد ابن جُبير بن مطعم، عن أبيه، قال: كنا مَع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سفر، فقال: ((أتَاكُم أهْلُ اليَمَنِ كَأَنَّهُم السَّحَابُ، هُمْ خِيَارُ مَنْ فى الأرْضِ))، فقال رجلٌ من الأنصار: إلا نحنُ يا رسولَ الله، فسكت، ثم قال: إلا نحنُ يا رسولَ الله، فسكتَ، ثم قال: ((إلاَّ أنْتُم)) كَلِمَةً ضَعِيفَةً.
وفى ((صحيح البخارى)): أنَّ نَفَراً من بنى تميم، جاؤوا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أَبْشِرُوا يا بنى تَمِيم))، فقالوا: بَشَّرْتَنَا فأَعطنا، فتغيَّر وجهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء نَفَرٌ من أهل اليمن، فقال: ((اقْبَلُوا البُشْرى إذْ لَمْ يَقْبَلهَا بَنُو تَمِيم))، قالوا: قد قَبِلْنَا، ثم قالُوا: يا رسول الله؛ جئنا لنتفقه فى الدين، ونسألك عن أول هذا الأمر، فقال: ((كَانَ اللهُ، ولَمْ يَكُنْ شَىْءٌ غَيْره، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلى المَاءِ، وكَتَبَ فى الذِّكْرِ كُلَّ شَىْء)).