فصل في قدوم رسول فَرْوَةَ بنِ عمرو الجُذَامى ملك عرب الروم
 
قال ابن إسحاق: وبعث فروة بن عَمْرو الجُذامى إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم رسولاً بإسلامه، وأهدى له بغلة بيضاء، وكان فروةُ عاملاً للروم على مَن يليهم من العرب، وكان منزِلُه مَعانَ وما حوله من أرض الشام، فلما بلغ الرومُ ذلك من إسلامه، طلبوه حتى أخذوه، فحبسوه عندهم، فلما اجتمعت الرومُ لصلبه على ماء لهم يقال له: ((عفراء))، بفلسطين، قال:
أَلا هَـلْ أَتَى سَلْمَى بِأَنَّ حَلِيلهـا عَلى مَاءِ عَفْرَا فَوْقَ إحْدَى الرَّوَاحِلِ
عَلى نَاقَةٍ لم يَضْرِب الفَحْـلُ أُمَّها مُشَــذَّبَةً أَطْــرَافُها بِالمَنَاجِـلِ
قال ابن إسحاق: وزعم الزُّهْرى أنهم لما قدَّموه، ليقتُلوه قال:
بَلِّغْ سَرَاةَ المُسْلِمِينَ بِأَنَّنِى سِلْمٌ لِرَبِّى أعْظُمى ومَقَامى
ثم ضربوا عنقه، وصلبوه على ذلك الماء يرحمه الله تعالى.