فصل في قدوم وفد عُذرة
 
وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد عُذرة فى صـفر سنة تسعٍ اثنا عشرَ رجلاً، فيهم جمرة بن النعمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن القَوْم))؟ فقال متكلِّمهم: مَن لا تُنكِرُه، نحن بنو عُذرة إخوة قُصَى لأُمِّه، نحنُ الذين عضدوا قُصياً، وأزاحوا مِن بطن مكةَ خُزاعة وبنى بكر، ولنا قَراباتٌ وأرحام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مرحباً بكم وأهلاً، مَا أعَرفَنى بكم))، فأسلموا، وبشَّرهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بفتح الشام، وهرب هِرقل إلى ممتنع مِن بلاده، ونهاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن سؤال الكاهنة، وعن الذبائح التى كانوا يذبحونها، وأخبرهم أنْ ليس عليهم إلا الأُضحية، فأقاموا أياماً بدار رملة، ثم انصرفُوا وقد أُجيزوا.