معنى محمد رسول الله
 

وقوله : (وأن محمداً عبده ورسوله) أي وشهد بذلك ، وهو معطوف على ما قبله على نية تكرار العامل ، ومعنى العبد هنا المملوك العابد ، أي أنه مملوك لله تعالى . والعبودية الخاصة وصفه ، كما قال تعالى : # 39 : 26 # - أليس الله بكاف عبده - فأعلى مراتب العبد العبودية الخاصة والرسالة فالنبى صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق فى هاتين الصفتين الشريفتين . وأما الربوبية والإلهية فهما حق الله تعالى ، لا يشركه فى شئ منهما ملك مقرب ولا نبى مرسل . وقوله : عبده ورسوله أتى بهاتين الصفتين وجمعهما دفعاً للإفراط والتفريط ، فإن كثيراً ممن يدعى أنه من أمته أفرط بالغلو قولاً وعملاً ، وفرط بترك متابعته ، واعتمد على الآراء المخالفة لما جاء به ، وتعسف فى تأويل أخباره وأحكامه ، بصرفها عن مدلولها والصدوف عن الانقياد لها مع إطراحها فإن شهادة أن محمداً رسول الله تقتضى الإيمان به وتصديقه فيما أخبر ، وطاعته فيما أمر ، والانتهاء عما عنه نهى وزجر ، وأن يعظم أمره ونهيه ، ولا يقدم عليه قول أحد كائناً من كان . والواقع اليوم وقبله - ممن يتنسب إلى العلم من القضاة والمفتين - خلاف ذلك ، والله المستعان . وروى الدارمى فى مسنده عن - عبد الله بن سلام رضى الله عنه أنه كان يقول : إنا لنجد صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزاً للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميته المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخاب بالأسواق ، ولا يجزى بالسيئة مثلها ، ولكن يعفو ويتجاوز ، ولن أقبضه حتى يقيم الملة المتعوجة بأن يشهد أن لا إله إلا الله ، يفتح به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً - قال عطاء بن يسار : وأخبرنى أبو واقد الليثى أنه سمع كعباً يقول مثل ما قال ابن سلام .