قوله : (وقال الخليل عليه السلام) # 14 : 35 # - واجنبني وبني أن نعبد الأصنام - الصنم ما كان منحوتاً على صورة ، والوثن ما كان موضوعاً على غير ذلك . ذكره الطبري عن مجاهد .
 
واجنبني وبني أن نعبد الأصنام
قلت : وقد يسمى الصنم وثناً كما قال الخليل عليه السلام # 29 : 17 # - إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا - الآية ويقال : إن الوثن أعم ، وهو قوى ، فالأصنام أوثان ، كما أن القبور أوثان .
قوله : - واجنبني وبني أن نعبد الأصنام - أي اجعلني وبني فى جانب عن عبادة الأصنام ، وباعد بيننا وبينها . وقد استجاب الله تعالى دعاءه ، وجعل بنيه أنبياء ، وجنبهم عبادة الأصنام . وقد بين ما يوجب الخوف من ذلك بقوله : - رب إنهن أضللن كثيراً من الناس - فإنه هو الواقع فى كل زمان . فإذا عرف الإنسان أن كثيراً وقعوا فى الشرك الأكبر وضلوا بعبادة الأصنام : أوجب ذلك خوفه من أن يقع فيما وقع فيه الكثير من الشرك الذي لا يغفره الله .
قال إبراهيم التيمي : من يأمن البلاء بعد إبراهيم ؟ رواه إبن جرير وابن أبي حاتم .
فلا يأمن الوقوع فى الشرك إلا من هو جاهل به وبما يخلصه منه: من العلم بالله وبما بعث به رسوله من توحيده ، والنهي عن الشرك به .