قال المصنف : (وفى الحديث : - أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، فسئل عنه فقال : الرياء - ) أورد المصنف هذا الحديث مختصراً غير معزو .
 
خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من الشرك
وقد رواه الإمام أحمد والطبراني والبيهقي ، وهذا لفظ أحمد : حدثنا يونس حدثنا ليث عن يزيد - يعنى ابن الهاد - عن عمرو عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : - إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر . قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال : الرياء . يقول الله تعالى يوم القيامة ، إذا جازى الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراءوا فى الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء - .
قال المنذري : ومحمود بن لبيد رأى النبى صلى الله عليه وسلم ولم يصح له منه سماع فيما أرى . وذكر ابن أبى حاتم أن البخارى قال : له صحبة ، ورجحه ابن عبد البر والحافظ . وقد رواه الطبرانى بأسانيد جيدة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج. مات محمود سنة ست وتسعين . وقيل سنة سبع وتسعين وله تسع وتسعون سنة .
قول : (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) هذا من شفقته صلى الله عليه وسلم بأمته ورحمته ورأفته بهم ، فلا خير إلا دلهم عليهم وأمرهم به ، ولا شر إلا بينه لهم وأخبرهم به ونهاهم عنه ، كما قال صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه : - ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم . . . - الحديث ، فإذا كان الشرك الأصغر مخوفاً على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كمال علمهم وقوة إيمانهم ، فكيف لا يخافه وما فوقه من هو دونهم فى العلم والإيمان بمراتب ؟ خصوصاً إذا عرف أن أكثر علماء الأمصار اليوم لا يعرفون من التوحيد إلا ما أقر به المشركون ، وما عرفوا معنى الإلهية التى نفتها كلمة الإخلاص عن كل ما سوى الله .
وأخرج أبو يعلى وابن المنذر عن حذيفة بن اليمان عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : - الشرك أخفى من دبيب النمل . قال أبو بكر : يا رسول الله ، وهل الشرك إلا ما عبد من دون الله أو ما دعى مع الله ؟ قال : ثكلتك أمك ، الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل - الحديث . وفيه : أن تقول أعطاني الله وفلان ، والند أن يقول الإنسان : لولا فلان قتلنى فلان ا هـ . من الدر .