قال المصنف : (وعن ابن مسعود رضى الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : - من مات وهو يدعو لله نداً دخل النار - رواه البخارى) .
 

قال ابن القيم رحمه الله : الند الشبيه ، يقال : فلان ند فلان ، وند يده ، أى مثله وشبيهه ا هـ . قال تعالى : # 2 : 22 # - فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون - .
قوله : (من مات وهو يدعو لله نداً) أي يجعل لله نداً فى العبادة يدعوه ويسأله ويستغيث به دخل النار . قال العلامة ابن القيم رحمه الله :
والشرك فاحذره ، فشرك ظاهر ذا القسم يقابل الغفران
وهو اتخاذ الند للرحمن أياً كان من حجر ومن إنسان
يدعوه أو يرجوه ثم يخافه ويحبه كمحبة الديان
واعلم أن اتخاذ الند على قسمين :
الأول : أن يجعله لله شريكاً فى أنواع العبادة أو بعضها كما تقدم ، وهو شرك أكبر .
والثانى : ما كان من نوع الشرك الأصغر كقول الرجل : ما شاء الله وشئت ، ولولا الله وأنت . وكيسير الرياء ، فقد ثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم لما قال له رجل: - ما شاء الله وشئت ، قال : أجعلتنى لله نداً ؟ بل ما شاء الله وحده - رواه أحمد وابن أبي شيبة والبخارى في الأدب المفرد والنسائي وابن ماجه . وقد تقدم حكمه فى باب فضل التوحيد .
وفيه : بيان أن دعوة غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك جلي ، كطلب الشفاعة من الأموات ، فإنها ملك لله تعالى وبيده ، ليس بيد غيره منها شئ ، وهو الذي يأذن للشفيع أن يشفع فيمن لاقى لله بالإخلاص والتوحيد من أهل الكبائر ، كما يأتي تقريره فى باب الشفاعة إن شاء الله تعالى .