باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله قوله : (باب - تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله)
 

قلت : هذا من عطف الدال على المدلول .
فإن قيل : قد تقدم في أول الكتاب من الآيات ما يبين معنى لا إله الا الله وما تضمنته من التوحيد كقوله تعالى # 17 : 23 # - وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه - وسابقها ولاحقها ، وكذلك ما ذكره في الأبواب بعدها ، فما فائدة هذه الترجمة ؟
قيل : هذه الآيات المذكورات في هذا الباب فيها مزيد بيان بخصوصها لمعنى كلمة الإخلاص وما دلت عليه : من توحيد العبادة . فيها : الحجة على من تعلق من الأنبياء والصالحين يدعوهم ويسألهم . لأن ذلك هو سبب نزول بعض هذه الايات ، كالآية الأولى : # 17 : 56 # - قل ادعوا الذين زعمتم من دونه - أكثر المفسرين على أنها نزلت فيمن يعبد المسيح وأمه ، والعزير والملائكة ، وقد نهى الله عن ذلك أشد النهى ، كما فى هذه الآية من التهديد والوعيد على ذلك. وهذا يدل على أن دعاءهم من دون الله شرك بالله ، ينافي التوحيد وينافي شهادة أن لا إله إلا الله ، فإن التوحيد أن لا يدعى إلا الله وحده . وكلمة الإخلاص نفت هذا الشرك ، لأن دعوة غير الله تأليه وعبادة له . و الدعاء مخ العبادة .
وفى هذه الآية : أن المدعو لا يملك لداعيه كشف ضرر ولا تحويله من مكان إلى مكان ، ولا من صفة إلى صفة . ولو كان المدعو نبياً أو ملكاً . وهذا يقرر بطلان دعوة كل مدعو من دون الله كائناً من كان ، لأن دعوته تخون داعيه أحوج ما كان إليها ، لأنه أشرك مع الله من لا ينفعه ولا يضره . وهذه الآية تقرر التوحيد ، ومعنى لا إله إلا الله .