باب - أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون
 

قوله : باب قول الله تعالى
# 7 : 119 ، 120 # - أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون - .
قوله - أيشركون - أي في العبادة . قال المفسرون : في هذه الآية توبيخ وتعنيف للمشركين في عبادتهم مع الله تعالى ما لا يخلق شيئاً وهو مخلوق ، والمخلوق لا يكون شريكاً للخالق في العبادة التي خلقهم لها ، وبين أنهم لا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون ، فكيف يشركون به من لا يستطيع نصر عابديه ولا نصر نفسه ؟ وهذا برهان ظاهر على بطلان ما كانوا يعبدونه من دون الله ، وهذا وصف كل مخلوق ، حتى الملائكة والأنبياء والصالحين . وأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قد كان يستنصر ربه على المشركين ويقول - اللهم أنت عضدي ونصيري ، بك أحول وبك أصول ، وبك أقاتل - وهذا كقوله # 25 : 3 # - واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا - وقوله # 7 : 188 # - قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون - وقوله # 72 : 21 ـ 23 # - قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا * قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا * إلا بلاغا من الله ورسالاته - .
فكفى بهذه الآيات برهاناً على بطلان دعوة غير الله كائناً من كان . فإن كان نبياً أو صالحاً فقد شرفه الله تعالى بإخلاص العبادة له ، والرضاء به رباً ومعبوداً ، فكيف يجوز أن يجعل العابد معبوداً مع توجيه الخطاب إليه بالنهي عن هذا الشرك كما قال تعالى : # 28 : 88 # - ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون - وقال # 12 : 40 # - إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه - فقد أمر عباده من الأنبياء والصالحين وغيرهم بإخلاص العبادة له وحده ، ونهاهم أن يعبدوا معه غيره ، وهذا هو دينه الذي بعث به رسله ، وأنزل به كتبه ، ورضيه لعباده ، وهو دين الإسلام ، كما روى البخاري عن أبي هريرة في سؤال جبريل عليه السلام قال - يا رسول الله ، ما الإسلام ؟ قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان - الحديث .