سيكون في أمتي كذابون ثلاثة
 

وقوله : وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي قال القرطبي : وقد جاء عددهم معيناً في حديث حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون في أمتي كذابون دجالون سبع وعشرون ، منهم أربع نسوة " أخرجه أبو نعيم . وقال : هذا حديث غريب . انتهى .
وحديث ثوبان أصح من هذا .
قال القاضي عياض : عد من تنبأ من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الآن ممن اشتهر بذلك وعرف وأتبعه جماعة على ضلالة . فوجد هذا العدد فيهم ، ومن طالع كتب الأخبار والتواريخ عرف صحة هذا .
وقال الحافظ : وقد ظهر مصداق ذلك في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج مسيلمة الكذاب باليمامة ، والأسود العنسي باليمن ، وفي خلافة أبي بكر : طليحة بن خويلد في بني أسد بن خزيمة ، وسجاح في بني تميم ، وقتل الأسود قبل أن يموت النبي صلى الله عليه وسلم ، وقتل مسيلمة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، قتله وحشي قاتل حمزة يوم أحد ، وشاركه في قتل مسيلمة يوم اليمامة رجل من الأنصار ، وتاب طليحة ومات على الإسلام في زمن عمر رضي الله عنه. ونقل أن سجاح تابت أيضاً. ثم خرج المختار بن أبي عبيد الثقفي وغلب على الكوفة في أول خلافة الزبير . وأظهر محبة أهل البيت ودعا الناس إلى طلب قتلة الحسين ، فتتبعهم فقتل كثيراً ممن باشر ذلك ، وأعان عليه . فأحبه الناس ، ثم ادعى النبوة وزعم أن جبريلاً عليه السلام يأتيه . ومنهم الحرث الكذاب ، خرج في خلافة عبد الملك بن مروان فقتل . وخرج في خلافة بني العباس جماعة .
وليس المراد بالحديث من ادعى النبوة مطلقاً . فإنهم لا يصحون كثرة لكون غالبهم تنشأ دعوته عن جنون أو سوداء . وإنما المراد من قامت له شوكة وبدأ له شبهة كمن وصفنا . وقد أهلك الله تعالى من وقع له منهم ذلك وبقي منهم من يلحقه بأصحابه وآخرهم الدجال الأكبر .
قوله : وأنا خاتم النبيين قال الحسن . الخاتم الذي ختم به يعني أنه آخر النبيين ، كما قال تعالى : # 33 : 40 # " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين " وإنما ينزل عيسى ابن مريم في آخر الزمان حاكماً بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم مصلياً إلى قبلته . فهو كأحد من أمته ، بل هو أفضل هذه الأمة . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لينزلن فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً . فليكسرن الصليب ، وليقتلن الخنزير ، وليضعن الجزية " .