إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
 

قال : وقول الله تعالى : # 8 : 2 # - إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم - الآيات .
قال ابن عباس في الآية : المنافقون لا يدخل في قلوبهم شئ من ذكر الله عند أداء فرائضه ولا يؤمنون بشئ من آيات الله ، ولا يتوكلون على الله ، ولا يصلون إذا غابوا ، ولا يؤدون زكاة أموالهم ، فأخبر الله أنهم ليسوا بمؤمنين ، ثم وصف المؤمنين فقال : - إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم - فأدوا فرائضه رواه ابن جرير وابن أبي حاتم ، ووجل القلب من الله مستلزم القيام بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه : قال السدى :- الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم- هو الرجل يريد أن يظلم ، أو قال يهم بمعصية ، فيقال له : اتق الله ، فيجل قلبه رواه ابن أبي شيبة وابن جرير .
قوله : - وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً - استدل الصحابة رضي الله عنهم والتابعون ومن تبعهم من أهل السنة بهذه الآية ونظائرها على زيادة الإيمان ونقصانه .
قال عمير بن حبيب الصحابي : - إن الإيمان يزيد وينقص ، فقيل له : وما زيادته ونقصانه ؟ قال : إذا ذكرنا الله وخشيناه فذلك زيادته . وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه - . رواه ابن سعد .
وقال مجاهد : الإيمان يزيد وينقص وهو قول وعمل رواه ابن أبي حاتم .
وحكى الإجماع على ذلك الشافعي وأحمد وأبو عبيد وغيرهم رحمهم الله تعالى .
قوله : - وعلى ربهم يتوكلون - أي يعتمدون عليه بقلوبهم مفوضين إليه أمورهم فلا يرجون سواه ولا يقصدون إلا إياه ، ولا يرغبون إلا إليه ، يعلمون أن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وأنه المتصرف في الملك وحده ، والمعبود وحده ، لا شريك له . وفي الآية وصف المؤمنين حقاً بثلاث مقامات من مقامات الإحسان ، وهي : الخوف ، وزياة الإيمان ، والتوكل على الله وحده . وهذه المقامات تقتضي كمال الإيمان وحصول أعماله الباطنة والظاهرة مثال ذلك الصلاة ، فمن أقام الصلاة وحافظ عليها وأدى الزكاة كما أمره الله استلزم ذلك العمل بما يقدر عليه من الواجبات وترك جميع المحرمات ، كما قال تعالى : # 29 : 45 # - إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر - .