ما ورد عن علماء السلف في المشتابه
 

( ذكر ما ورد عن علماء السلف في المتشابه )
قال في الدر المنثور : أخرج الحاكم ـ وصححه ـ عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : - كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد ، فنزل القرآن من سبعة أحرف : زجر ، وأمر ، وحلال ، وحرام ، ومحكم ومتشابه ، وأمثال . فأحلوا حلاله ، وحرموا حرامه ، وافعلوا ما أمرتم به ، وانتهوا عما نهيتم عنه ، واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمة ، وآمنوا بمتشابهه ، وقولوا آمنا به كل من عند ربنا - .
قال : وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله تعالى : # 3 : 7 # - فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه - الآية . قال : طلب القوم التأويل ، فأخطأوا التأويل وأصابوا الفتنة ، وطلبوا ما تشابه منه فهلكوا بين ذلك .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : - آيات محكمات - قال : منهن قوله تعالى : # 6 : 151 ـ 153 # - قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم - إلى ثلاث آيات ، ومنهن : # 17 : 23 ـ 39 # - وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه - إلى آخر الآيات .
وأخرج ابن جرير من طريق أبي مالك عن أبي صالح عن ابن عباس ، وعن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة رضي الله عنهم : المحكمات الناسخات التي يعمل بهن ، والمتشابهات المنسوخات .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن إسحق بن سويد أن يحيى بن يعمر وأبا فاختة تراجعا هذه الآية - هن أم الكتاب - فقال أوب فاختة : هن فواتح السور . منها يستخرج القرآن : - الم * ذلك الكتاب - منها استخرجت البقرة و - الم * الله لا إله إلا هو - منها استخرجت آل عمران . وقال يحيى : هن اللاتي فيهن الفرائض ، والأمر والنهي والحال والحرام . والحدود وعماد الدين .
وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير قال : المحكمات فيهن حجة الرب وعصمة العباد ، ودفع الخصوم والباطل ، ليس فيها تصريف ولا تحريف عما وضعت عليه وأخر متشابهات في الصدق ، لهن تصريف وتحريف وتأويل ، ابتلى الله بهن العباد كما ابتلاهم بالحلال والحرام ، لا يصرفن إلى الباطل ولا يحرفن عن الحق .
وأخرج ابن أبي حاتم مقاتل بن حيان إنما قال : - هن أم الكتاب - لأنه ليس من أهل دين لا يرضي بهن : - وأخر متشابهات - يعني فيما بلغنا ألم و المص و المر .
قلت : وليس في هذه الآثار ونحوها ما يشعر بأن أسماء الله تعالى وصفاته من المتشابه ، وما قال المنفاة من أنها من المتشابه دعوى بلا برهان .
قوله : ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن أنكروا ذلك فأنزل الله فيهم : # 13 : 30 # - وهم يكفرون بالرحمن - روى ابن جرير عن قتادة : - وهم يكفرون بالرحمن - روى ابن جرير عن قتادة : - وهم يكفرون بالرحمن - ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حين صالح قريشاً كتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ، فقال مشركوا قريش : لئن كنت رسول الله ثم قاتلناك لقد ظلمناك ، ولكن اكتب : هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله . فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله دعنا نقاتلهم . فقال : لا . اكتبوا كما يريدون : إني محمد بن عبد الله فلما كتب الكاتب بسم الله الرحمن الرحيم قالت قريش : أما الرحمن فلا نعرفه . وكان أهل الجاهلية يكتبون : باسمك اللهم . فقال أصحابه : دعنا نقاتلهم . قال : لا . ولكن اكتبوا كما يريدون وروى أيضاً عن مجاهد قال : قوله : # 13 : 30 # - كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب - قال : هذا ما كاتب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً في الحديبية ، كتب بسم الله الرحمن الرحيم قالوا : لا تكتب الرحمن ، لا ندري ما الرحمن ؟ لا نكتب إلا باسمك اللهم . قال تعالى : - وهم يكفرون بالرحمن - الآية .
وروى أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ساجداً : يا رحمن يا رحيم . فقال المشركون : هذا يزعم أنه يدعو واحداً وهو يدعو مثنى مثنى . فأنزل الله : # 17 : 110 # - قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى - الآية .