باب قول الله - ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته - الآية
 

قوله : باب
قول الله تعالى : # 41 : 50 # - ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته - الآية .
ذكر المصنف رحمه الله تعالى عن ابن عباس وغيره من المفسرين في معنى هذه الآية وما بعدها ما يكفي في المعنى ويشفي .
قوله : قال مجاهد : هذا بعملي وأنا محقوق به . وقال ابن عباس : يريد من عندي . وقوله : - قال إنما أوتيته على علم عندي - قال قتادة : على علم مني بوجوه المكاسب : وقال آخرون : على علم من الله أني له أهل وهذا معنى قول مجاهد: أوتيته على شرف .
وليس فيما ذكروه اختلاف وإنما هي افراد المعنى .
قال العماد ابن كثير رحمه الله في معنى قوله تعالى : # 39 : 49 # - إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة - يخبر أن الإنسان في حالة الضر يضرع إلى الله تعالى وينيب إليه ويدعوه ، ثم إذا خوله نعمة منه طغى وبغى و - قال إنما أوتيته على علم - أي لما يعلم الله من استحقاق له ، ولولا أني عند الله حظيظ لما خولني هذا . قال تعالى: - بل هي فتنة- أي ليس الأمر كما زعم بل إنما أنعمنا عليه بهذه النعمة لنختبره فيما أنعمنا عليه أيطيع أم يعصى ؟ مع علمنا المتقدم بذلك - بل هي فتنة - أي إختبار - ولكن أكثرهم لا يعلمون - فلهذا يقولون ما يقولون ، ويدعون ما يدعون : - قد قالها الذين من قبلهم - أي قد قال هذه المقالة وزعم هذا الزعم وادعى هذه الدعوى كثير ممن سلف من الأممم - فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون - أي فما صح قولهم ولا نفعهم جمعهم ، وما كانوا يكسبون . كما قال تعالى مخبراً عن قارون : # 28 : 76 ـ 78 # - إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين * وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين * قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون - وقال تعالى : # 26 : 138 # - وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين - ا هـ .