حديث أبرص وأقرع وأعمى
 

قوله : : وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن ثلاثة .. الحديث .
قوله : أخرجاه أي البخاري ومسلم . والناقة العشراء ـ بضم العين وفتح الشين وبالمد ـ هي الحامل .
قوله : أنتج وفي رواية فنتج معناه تولي نتاجها ، والناتج للناقة كالقابلة للمرأة .
قوله : ولد هذا هو بتشديد اللام ، أي تولى ولادتها ، وهو بمعنى أنتج في الناقة ، فالمولد والناتج والقابلة بمعنى واحد ، لكن هذا للحيوان ، وذلك لغيره .
وقوله : انقطعت بي الحبال هو بالحاء المهملة والباء الموحدة : هي الأسباب .
قوله : لا أجهدك معناه : لا أشق عليك في رد شئ تأخذ ، أو تطلب من مالي ذكره النووي .
وهذا حديث عظيم ، وفيه معتبر : فإن الأولين جحدا نعمة الله ، فما أقرا لله بنعمة ، ولا نسبا النعمة إلى المنعم بها ، ولا أديا حق الله فيها ، فحل عليهما السخط . وأما الأعمى فاعترف بنعمة الله ، ونسبها إلى من أنعم عليه بها ، وأدى حق الله فيها ، فاستحق الرضا من الله بقيامه بشكر النعمة لما أتى بأركان الشكر الثلاثة التي لا يقوم الشكر إلا بها . وهي الإقرار بالنعمة ونسبتها إلى المنعم ، وبذلها فيما يجب .
قال العلامة ابن القيم رحمه الله : أصل الشكر هو الاعتراف بإنعام المنعم على وجه الخضوع له ، والذل والمحبة ، فمن لم يعرف النعمة بل كان جاهلاً بها لم يشكرها ، ومن عرفها ولم يعرف بها لم يشكرها أيضاً ، ومن عرف النعمة والمنعم لكن جحدها كما يحجد المنكر لنعمة المنعم عليه بها فقد كفرها ، ومن عرف النعمة والمنعم بها ، وأقر بها ولم يجحدها ، ولكن لم يخضع له ولم يحبه ويرض به وعنه ، لم يشكره أيضاً ، ومن عرفها وعرف المنعم بها وأقر بها ، وخضع للمنعم بها ، وأحبه ورضى به وعنه ، واستعملها في محابه وطاعته ، فهذا هو الشاكر لها ، فلا بد في الشكر من علم القلب ، وعمل يتبع العلم ، وهو الميل إلى المنعم ومحبته والخضوع له .
قوله : قذرني الناس بكراهة رؤيته وقربه منهم .