ما جاء في اللهو
 

قوله : باب
( ما جاء في اللهو )
أي من الوعيد والنهي عنه عند الأمور المكروهة ، كالمصائب إذا جرى بها القدر لما فيه من الإشعار بعد الصبر والأسى على ما فات ، مما لا يمكن استدراكه ، فالواجب التسليم للقدر ، والقيام بالعبودية الواجبة وهو الصبر على ما أصاب العبد مما يكره . والإيمان بالقدر أصل من أصول الإيمان الستة . وأدخل المصنف رحمه الله أداة التعريف على لو وهذه في هذا المقام لا تفيد تعريفاً كنظائرها ، لأن المراد هذا اللفظ كما قال الشاعر :
رأيت الوليد بن اليزيد مباركاً شديداً بأعباء الخلافة كأهله
وقوله : وقول الله عز وجل : # 3 : 154 # - يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا - .
قال بعض المنافقين يوم أحد ، لخوفهم وجزعهم وخورهم .
قال بن إسحاق : فحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عبد الله ابن الزبير قال : قال الزبير : لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف علينا أرسل الله علينا النوم . فما منا رجل إلا ذقنه في صدره ، قال : فو الله إني لأسمع قول معتب بن قشير ما أسمعه إلا كالحلم : لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا ها هنا . فحفظتها منه ، وفي ذلك أنزل الله عز وجل : - يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا - لقول معتب رواه ابن أبي حاتم . قال الله تعالى : - قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم - أي هذا قدر مقدر من الله عز وجل وحكم حتم لازم لا محيد عنه ولا مناص منه .
وقوله : # 3 : 96 # - الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا - الآية .
قال العماد ابن كثير : الذين قالوا لإخوانهم ، وقعدوا : لو أطاعونا ما قتلوا أي لو سمعوا مشورتنا عليهم بالقعود وعدم الخروج ما قتلوا مع من قتل . قال الله تعالى : - قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين - أي إذا كان القعود يسلم به الشخص من القتل والموت ، فينبغي لكم أن لا تموتوا ، والموت لا بد آت إليكم ، ولو كنتم في بروج مشيدة ، فادفعوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين . قال مجاهد عن جابر بن عبد الله : نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي وأصحابه يعني أنه هو الذي قال ذلك . وأخرج البيهقي عن أنس أن أبا طلحة قال : غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد ، فجعل يسقط سيفي وآخذه ويسقط وآخذه . قال : والطائفة الأخرى ـ المنافقون ـ ليس لها هم إلا أنفسهم ، أجبن قوم ، وأرعبه ، وأخذله للحق - يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية - إنما هم أهل ريب وشك بالله عز وجل .
قوله : قد أهمتهم أنفسهم يعني لا يغشاهم النعاس عن القلق والجزع والخوف : - يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية - .