ما جاء في كثرة الحلف
 

قوله : باب
( ما جاء في كثرة الحلف )
أي من النهي عنه والوعيد .
وقول الله تعالى : # 5 : 98 # - واحفظوا أيمانكم - .
قال ابن جرير لا تتركوها بغير تكفير . وذكر غيره من المفسرين عن ابن عباس يريد لا تحلفوا . وقال آخرون : احفظوا أيمانكم عن الحنث فلا تحنثوا . والمصنف أراد من الآية المعنى الذي ذكره ابن عباس ، فإن القولين متلازمان ، فيلزم من كثرة الحلف كثرة الحنث مع ما يدل عليه من الإستخفاف ، وعدم التعظيم لله ، وغير ذلك مما ينافى كمال التوحيد الواجب أو عدمه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :- الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب - أخرجاه.
أي البخاري ومسلم . وأخرجه أبو داود والنسائي . والمعنى : أنه إذا حلف على سلعته أنه أعطى فيها كذا وكذا ، أو أنه اشتراها بكذا وكذا ، وقد يظنه المشتري صادقاً فيما حلف عليه فيأخذها بزيادة على قيمتها ، والبائع كذاب وحلف طمعاً في الزيادة ، فيكون قد عصى الله تعالى ، فيعاقب بمحق البركة ، فإذا ذهبت بركة كسبه دخل عليه من النقص أعظم من تلك الزيادة التي دخلت عليه بسب حلفه ، وربما ذهب ثمن تلك السلعة رأساً . وما عند الله لا ينال إلا بطاعته وإن تزخرفت الدنيا للعاصي فعاقبتها اضمحلال وذهاب وعقاب .