ما جاء في الأقسام على الله
 

قوله : باب
( ما جاء في الإقسام على الله )
ذكر المصنف في حديث : عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : - قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان . قال الله عز وجل : من ذا الذي يتألى على أن لا أغفر لفلان ؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك - رواه مسلم .
قوله : يتألى أي يحلف . والألية بالتشديد الحلف . وصح من حديث أبي هريرة قال البغوي في شرح السنة ـ وساق بالسند إلى عكرمة بن عمار ـ قال : دخلت مسجد المدينة فناداني شيخ قال : يا يمامي ، تعال ، وما أعرفه ، قال : لا تقولن لرجل: والله لا يغفر الله لك أبداً ولا يدخلك الجنة . قلت : ومن أنت يرحمك الله . قال : أبو هريرة ، فقلت : إن هذه كلمة يقولها أحدنا لبعض أهله إذا غضب ، أو لزوجته أو لخادمه ، قال ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : - إن رجلين كانا في بني إسرائيل متحابين ، أحدهما مجتهد في العبادة ، والآخر ، كأنه يقول مذنب ، فجعل يقول : أقصر عما أنت فيه . قال فيقول : خلني وربي ، قال : فوجده يوماً على ذنب استعظمه فقال : أقصر ، فقال : خلني وربي ، أبعثت علي رقيباً ، فقال : والله لا يغفر الله لك ولا يدخلك الجنة أبداً . قال : فبعث الله إليهما ملكاً ، فقبض أرواحهما ، فاجتمعا عنده ، فقال للمذنب: ادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر : أتستطيع أن تحظر على عبدي رحمتي ؟ قال : لا يا رب ، قال : اذهبوا به إلى النار . قال أبو هريرة : والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أو بقت دنياه وآخرته - . ورواه أبو داود في سننه ، وهذا لفظه عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول : - كان رجلان في بني إسرائيل متآخيين فكان أحدهما يذنب ، والآخر مجتهد في العبادة . فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول : أقصر ، فوجده يوماً على ذنب فقال له : أقصر ، فقال : خلني وربي أبعثت علي رقيباً ؟ قال : والله لا يغفر الله لك ولا يدخلك الجنة ، فقبضت أرواحهما ، فاجتمعا عند رب العالمين ، فقال لهذا المجتهد : أكنت بي عالماً ، أو كنت على ما في يدي قادراً ؟ فقال للمذنب : اذهب فادخل الجنة وقال للآخر : اذهبوا به إلى النار - .
قوله : وفي حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد يشير إلى قوله في هذا الحديث : أحدهما مجتهد في العبادة وفي هذه الأحاديث بيان خطر اللسان وذلك يفيد التحرز من الكلام ، كما في حديث معاذ - قلت يا رسول الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوهم ـ أو قال على مناخرهم ـ إلا حصائد ألسنتهم - . الله أعلم .