باب صوم شهر شعبان
 
( باب صوم شهر شعبان [ 1161 ] فيه ( عمران بن الحصين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له أو لآخر أصمت من سرر شعبان قال لا قال فاذا أفطرت فصم يومين ) وفي رواية فاذا أفطرت من رمضان فصم يومين مكانه ضبطوا سرر بفتح السين وكسرها وحكى القاضي ضمها قال وهو جمع سرة ويقال أيضا سرار وسرار بفتح السين وكسرها وكله من الاستسرار قال الاوزاعى وأبو عبيد وجمهور العلماء من أهل اللغة والحديث والغريب المراد بالسرر آخر الشهر سميت بذلك لاستسرار القمر فيها قال القاضي قال أبو عبيد وأهل اللغة السرر آخر الشهر قال وأنكر بعضهم هذا وقال المراد وسط الشهر قال وسرار كل شئ وسطه قال هذا القائل لم يأت في صيام آخر الشهر ندب فلا يحمل الحديث عليه بخلاف وسطه فانها أيام البيض وروى أبو داود عن الأوزاعى سرره أوله ونقل الخطابى عن الأوزاعى سرره آخره قال البيهقى في السنن الكبير بعد أن روى الروايتين عن الأوزاعى الصحيح آخره ولم يعرف الأزهري أن سرره أوله قال الهروي والذي يعرفه الناس أن سرره آخره ويعضد من فسره بوسطه الرواية السابقة في الباب قبله سرة هذا الشهر وسرارة الوادى وسطه وخياره )
(8/53)

وقال بن السكيت سرار الأرض أكرمها ووسطها وسرار كل شئ وسطه وافضله فقد يكون سرار الشهر من هذا قال القاضي والأشهر أن المراد آخر الشهر كما قاله أبو عبيد والأكثرون وعلى هذا يقال هذا الحديث مخالف للاحاديث الصحيحة في النهى عن تقديم رمضان بصوم يوم ويومين ويجاب عنه بما أجاب المازرى وغيره وهو أن هذا الرجل كان معتاد الصيام آخر الشهر أو نذره فتركه بخوفه من الدخول في النهى عن تقدم رمضان فبين له النبى صلى الله عليه و سلم ان الصوم المعتاد لا يدخل في النهى وانما ننهى عن غير المعتاد والله أعلم قوله صلى الله عليه و سلم في رواية محمد بن مثنى ( اذا أفطرت رمضان ) هكذا هو في جميع النسخ وهو صحيح أى أفطرت من رمضان كما في الرواية التى قبلها وحذف لفظة من في هذه الرواية وهى مراده كقوله تعالى واختار موسى قومه أى من قومه والله أعلم